الجزء الثالث
? احرص في ليالي القدر أن تهب جزءاً من ثواب عملك لبنك من سبقوك في عالم الدنيا ، فهو البنك الربوي الذي يقبل الزيادة في رصيده.
? وهب جزء من ثواب أعمالك للأحياء والأموات في ليالي القدر ينمي في نفسك صفة الإخلاص لأنها الفعال التي لا يطلع عليها إلا خالقك.
? إذا أردت الازدياد في ثواب أعمال ليالي القدر أن تهب جزءاً منها لأحياء وأموات ، واجعل اتيانك بها نيابة عن الإمام المعصوم ، وثوابها عمن اضمرتهم في قلبك.
? في ليالي القدر قدم ثواب عملك إلى ثلاث أصناف من الناس ، وأبدأ بحق أئمتك وسادتك ، ثم الأموات و الأحياء من جلدتك وقرابتك ، وآخرها حق نفسك ، وإن استطعت التنكر للثالثة فهو الكمال في ذاتك.
? في ليالي القدر احرص أن لا تفوتك خلوة مع الله ، فهي اللحظة التي لاينظر إليك فيها إلا هو ، وقد تكون الفرصة السانحة لنزول رحمته عليك .
? في ليالي القدر فكر أن تعمل أعمالاً من صنائع محمد وآل محمد ، أو تصنع سلوكاً من أخلاق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين.
? ليالي القدر هي محطة تصنيف للصائمين إما أخذهم لمقبرة الأموات أو نقلهم لشاطئ الأحياء ، فاختار لنفسك أي صنف تكون منه ؟.
? في ليالي القدر لا تتحير في اختيار السفينة التي تنقلك لفضاء الرحمة والمغفرة ، وأقصد سفينة الإمام الحسين (ع) فهي السفينة السريعة والكبيرة التي لايرد ربانها قاصدها.
? إذا طمعت في ليالي القدر أن يصافحك مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي ، ويُكتب لك مائة ألف حسنة ، ويُمحى عنك مائة ألف سيئة ، وتُرفع مائة ألف درجة ، وكأنما أعتقت مائة ألف نسمة ، فلا تغفل عن زيارة الإمام الحسين (ع).
? عطاء السماء في ليلة القدر متصل بأرضها ، فأجهد نفسك على ملازمة والتوسل بخط الولاية لإمام زمانك القائم ، فهو الحبل المتين الواصل بينهما.
? في ليالي القدر ، ابتهلوا بأجمعكم إلى الله بدعاء الفرج لإمامكم (عج ) ، واصروا على تغيير ذواتكم لنيل منزلة يتأملها منكم ، فهو بوابة العروج لنيل حاجاتكم ، وقبول أعمالكم ، وتغيير واقعكم .
? إياك أن تكون ممن جاء بأعمال ليلة القدر ودعا فيها ، وغفل عن دعوة مظلوم قد تسقطها قبل عروجها إلى السماء.
? لو وفقت للإتيان بأعمال ليلة القدر بلا نقصان فلا تظن أنك أثقلت صحيفة الأعمال ، فكل ما أتيت به إنما هو إلا من أجل طرق باب الرحمن.
? في ليالي القدر تضرع أن تكون من المشمولين برحمة رب العالمين ، وأن لا تكون ممن انطبق عليه قول رسول الله (ص) : فإن الشقي من حُرم غفران الله في هذا الشهر العظيم.
? ليالي القدر قطارٌ سنويٌ متجددٌ في حياتك لايمكث في محطته إلا ساعات قليلة من الليل ، فاحرص على ركوبه والتزود من بضائعه ، فقد لايحالفك الزمن بركوبه مرة أخرى.
? أخيراً : تأمل جيداً أن ليلة القدر ماهي إلا قطرات من معين محمد وآل محمد التي لا ينضب ، فإن لم تعرف شيئاً من فضلهم ، وقدراً من عظمتهم ، وتطلب أن تتشبه بهم ، فلن تستلذ بشرب قطرات من مائها العذب.
? ليلة القدر وفضلها ماهي إلا رذاذا من غياث محمد وآل محمد ، فبدون استحضارهم لن تنال شيئاً من ألطافها.
? فضل ليلة القدر من فيوضات محمد وآل محمد ، فأطلب من الله فيها أن يرزقك التمسك بهم ، والثبات على ولايتهم ، والبراءة من أعداءهم ، ويزيدك يقيناً فيهم .
? ليالي القدر فرصتك السنوية لمراجعة حساباتك الدنيوية ، فإذا لم تدمع عينك ، ولم يخشع قلبك ، ولم تصر على تغيير نفسك ، فثق أنك لم تضف رصيداً جديداً لحساب ادخاراتك للآخرة.
? إذا كانت ليالي القدر محفوفة بكثرة العطاء وزيادة الأرزاق ، فما حال مؤمن جملها بكثرة الصلوات على محمد وآله الأطهار.