الجزء الثاني
? يكفي ليلة القدر أنها الحقيقية الربانية التي لو تأمل بني البشر في سرها طوال حياتهم لم يتوصلوا إليه ، وذلك حينما قال تعالى : {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}،{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}.
? ابحث في ليالي القدر عن المكان والجو الذي يكسبك حلاوة المناجاة مع ربك ، لتبل ترابه بدمعتك ، وتسجد فيه ذليلاً بين يدي خالقك ، وتعترف إليه بذنبك ، وتـأمل استجابة دعوتك .
? مغبوط من شملته عناية الله في ليالي القدر فخصه بمجاورة تربة من أرض أوليائه الطاهرين ، ليذوق في جوارهم حلاوة المناجاة ، ويبل أرضها بدموع الحسرات ، ويتيقن باستجابة مأموله من الدعوات.
? ليالي القدر ومنهج أمير المؤمنين (ع) مطلبان متلازمان ، فلا تطلب أحدهما وتترك الآخر فتخسر الاثنين.
? تذكر أن بداية الانطلاق الصحيح في ليالي القدر هي اللحظة التي تعاهد نفسك على المسير في طريق سلكه أمير المؤمنين(ع)
? احرص على رفع مكتسباتك الإيمانية والروحية في مجالس مصاب أمير المؤمنين (ع) ، فهي مصدر زاد لجني أكبر حصاد من فيوضات ليالي القدر .
? لا يكن همك في ليالي القدر تحصيل غايات دنيوية ترغب فيها نفسك ؛ بقدر تأملك في صياغة معادلات أخروية يرتضيها ربك.
? قد تكون من المغبوطين أن جاءتك ليالي القدر وغيرك يغتابك ، أو تكون من المنحوسين إن جاءتك وأنت مغتابٌ لغيرك.
? احرص في ليالي القدر أن يكون اسمك لفظة على لسان مؤمن يدعو لك في علم الغيب ، ليشملك قوله -سبحانه وتعالى- إلى موسى (ع): يا موسى!!. ادعني على لسانٍ لم تعصني به ، فقال: أنّى لي بذلك؟.. فقال: ادعني على لسان غيرك.
? في ليالي القدر أحرص على تطبيق مبدأ الدعاء في سلوك السيدة فاطمة الزهراء (ع) ، بتقديم دعائك لجيرانك وقرابتك قبل دعائك لوِلدك وذاتك.
? في ليالي القدر كرس دعاءَك في حق المؤمنين لاسيما من أخطأت في حقه ، وطلبت العفو والمسامحة منه ، فهو صنيع التوابين والمستغفرين.
? في ليالي القدر ليس باستطاعتك تقديم طلب الصفح لكل من أسأت إليه ، لكن بمقدورك تقديم الدعاء لهم في علم الغيب.
? اختبار عروجك في سماء ليالي القدر يكمن بقدرتك على رش ماء دعائك على من أساء إليك ، قبل رشه على أقرب الناس مودة لديك.
? من أجلى مصاديق تهذيب نفسك في ليالي القدر تحويل أذية إنسان أساء إليك إلى دعاء خفي له في سواد لياليها.
? في ليالي القدر قد لايمكنك أن تقدم علاجاً لمرضى القلوب ، لكن بمقدورك أن تطلب من الله الهداية لهم ، والشفاء من سقمهم ، وأن لا تُصاب بدائهم .