(الجزء الأول)
? راجع حصيلتك الإيمانية ومكتسباتك الروحية قبل ليلة التاسع عشر ، والحادي والعشرين ، والثالث والعشرين من شهر رمضان ، فهي زاد روحك في سماء الخالق فيه.
? ليالي القدر الفرص الإلهية السنوية التي لاتعوض ولاتفوت ، فهيئ نفسك إيمانياً واستعد لها روحياً قبل الدخول في ضيافتها.
? هيئ نفسك نفسياً وجسدياً بتقليل الطعام ، وأخذ القسط الكافي من المنام قبل أن تكون في ضيافة الرحمن في ليالي القدر المخصوصة بأفضل الأعمال.
? أول مصاديق التهيئة والاستعداد لليالي القدر هو عزمك أن تكون من الموصوفين بصفة الصابرين على الطاعة فيها.
? إذا لم تضع بر أبويك في قاموس استعدادك لخوض مضمار ليالي القدر ، فلا تنتظر توفيقات الله فيها.
? اعلم بوابة التوفيق في ليالي القدر تبدأ بقبلة تطبعها على رأس أبويك ، وختامها بدعاء للراحل والحي من والديك .
? شجع الصغار واليافعين على إحياء ليالي القدر حتى ولو بجزء منها فهو سلوك يغرس بذور الطاعة في نفوسهم ، ولكي تشمل بركاتها الكبير والصغير منهم .
? أفضل استعداد ليالي القدر يتمحور في قرار إخلاصك في عملك ، ومدى قدرتك على طلب التحلل من تبعات البشر في ذمتك.
? لا تعتقد أن تلقف رحمات ليالي القدر منحصراً بين أعمدة المساجد ، فهي متلقفة في دعوة من كف أبوين ، وخطوة لقاطع رحم ، وثوب يهدى لعريان ، وصدقة سر لمحتاج ، وتعليم علم لمتعلم ، ولقمة طعام لمسكين ، ومسحة على رأس يتيم .
? قبل خوضك لمضمار ليالي القدر تأكد أنك سعيت لتحقيق شرطي رسول الله (ص) الذي قال فيه : فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة، وقلوب طاهرة.
? إذ طمعت بفيوضات ليالي القدر ، فلا تنس أن تنظف قلبك من الحقد ، وتصفي نيتك من الخبث ، فتكون ممن شمل قلبه قول الله تعالى : {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}، {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيب }.
? احذر أن تكون من المستثنيين ليلة القدر في حديث إمامك جعفر الصادق (ع) حينما قال : إن الله عز وجل يقول لملك من الملائكة نادي في كل يوم من شهر رمضان : أبشروا ياعبادي فقد غفرت لكم ذنوبكم السالفة ، وشفعت بعضكم في بعض في ليلة القدر إلا من كان في قلبه حقد على أخيه !!.
? تذكر : أن نيل فيوضات الله في ليالي القدر ليست متعلقة بكم عباداتك ؟ بقدر خشوعك ، واتساع قلبك لغيرك ؟.
? في ليالي القدر لا يهمك كيف ينظر الناس إليك ؟ بقدر كيف يراك الله بين يديه؟.
? تذكر أن مفاتيح ليلة القدر لا تحتاج ليد عالم ليظفر بكنوزها ؛ بقدر حاجتها لقلب عبد طاهر يناجي بارئه كي ينال الحظ الوفير من ألطافها.
? احرص على غسل ليالي القدر ، كي يكون غسلاً لذنوبك ، وتجديداً لتوبتك ، وطهارة زيارة لأئمتك.
? زادان لاغنى لك عنهما في ليالي القدر: مدى صلتك برحمك الموصل لرحمة ربك ، وصدقة السر والعلن في حق نفسك وأهلك وإمام عصرك.
?في ليالي القدر ، تأمل ، وضع هذه الآية نصب عينيك: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ }غافر19.
? ثق وأنت في مضمار ليالي القدر المباركة بالحديث القدسي الذي يقول الله فيه : أهل طاعتي في ضيافتي ، وأهل شكري في زيادتي ، وأهل ذكري في نعمتي ، وأهل معصيتي أُأًيسهم من رحمتي ، فإن تابوا فأنا حبيبهم ، وإن مرضوا فأنا طبيبهم ، أداويهم بالمحن والمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعاصي.
? في ليالي القدر ثق في قوله تعالى : {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى }طه82 ، { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}الزمر53.