لا شك أن المسجد الأقصى من المساجد الثلاثة المباركة التي حث الإسلام على زيارتها والصلاة فيها كلما سمح الوقت لذلك قال تعالى : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (1) سورة الإسراء ، وأن الصلاة فيه تعدل خمسين ألف صلاة ، والمسجد الأقصى هو ثاني مسجد وضع على الأرض بعد المسجد الحرام بأربعين سنة ، وقيل أن أبينا آدم هو من قام ببنائه وقيل إبراهيم ومنهم من قال أن داود وسليمان هما من قاما ببنائه ، وأن مساحته تبلغ ( 144000 ألف متر مربع ) ،وللمسجد خمسة عشر بابا ، وأربعة مآذن ، وعدد كبير يصل إلى 200 معلما ،
وتتوسطه قبة الصخرة ، وتحيط به ساحة كبير ومكشوفة تتسع لعشرات الآلاف من المصلين ، وهو أول قبلة للمسلمين ، وسمي بالأقصى لبعده ووقوعه في مكانا قصيا عن المسجد الحرام في مكة المكرمة ، ويعتبر المسجد الأقصى في بيت المقدس من المساجد الطاهرة والمباركة ومن أهم الأماكن الإسلامية رمزية عند المسلمين .
الحاج المرحوم/عبدالله خليفة الدليم
الحاج المرحوم/ خليل عبدالله الحسن
فمن تلك المكانة العظيمة لهذا المسجد والكيان الإسلامي الشريف عزموا أبناء بلدتي الحاج المرحوم / عبدالله خليفة الدليم وحرمه الحاجة المرحومة / مريم عبدالله الحسن وطفليهما الصغيرين / محمد ذو الثمان سنوات وأخيه علي ذو السنتين وكذلك الحاج المرحوم / خليل عبدالله الحسن رحمهم الله جميعاً ، وكان ذلك قبل ( 50 سنة ) وتحديداً في عام ( 1386 هـ) الموافق ( 1966 م ) قبل أن تحتل هضبة الجولان السورية في نكسة ( 1967 م ) ، فانطلقوا بحافلتهم تحفهم صلوات محمدية وأنوار علوية متجهين إلى أرض العراق أرض علي والحسين وكان الحملداري هو الحاج المرحوم ( خير الله ) ، وبعدما وصلوها وقاموا بزيارة مراقدها المطهرة وبعد عدة أيام عزموا على التوجه إلى سوريا لزيارة السيدة الحوراء زينب عليها السلام فبتوفيق من الله تعالى تم لهم ذلك ، بعدها ربطوا أمتعتهم متوجهين إلى فلسطين لزيارة المسجد الأقصى المبارك مستقلين حافلة فيها خليط من الزوار من الأحساء والقطيف والبحرين ومتوكلين فيها على الله ، تحركت الحافلة من أمام مقام السيدة زينب عليها السلام من خلال الأراضي السورية قاصدة الحدود الفلسطينية عن طريق هضبة الجولان ، فبعد عدة ساعات من انطلاقهم وصلوها وبعد أتمام الإجراءات المطلوبة بين البلدين دخلوا الأراضي الفلسطينية تصحبهم الهمة العالية والاشتياق لمسجدها المبارك الذي شرفه الله بأن أسرى بنبيه محمد (ص) منه ، فلم يمضي من الوقت الكثير حتى لاحت لهم القبة الصفراء الذهبية ومناراته العالية فاستبشروا خيرا بذلك ، لم يثنيهم عناء ومشقة السفر عن التوجه مباشرة إلى الدخول فيه وزيارته والصلاة فيه ، بعدها أنطلق رئيس الحملة لاستئجار منزلا في يكون بالقرب من المسجد في مدينة القدس يقيمون فيه وذلك لمدة ( سبعة أيام ) قاموا خلالها بالتردد على المسجد عشرات المرات يتبركون بصخرته المقدسة وبصخرة البراق التي أسري منها بخير البشر نبينا محمد (ص) ويدعون الله فيه بفنون الدعوات ويصلون فيه مختلف الصلوات داعين من الله أن يتقبل دعائهم وصلواتهم وأن يرزقهم العودة مرات عديدة وأن يفك أسره ويعيده في أيدي المسلمين أنه سميع مجيب ، مضت السبعة أيام كلمح البصر ، نادى فيهم متزعمهم أن أيتها العير أنا راحلون ، دمعت الأعين فقد حان الفراق ، جمعوا أمتعتهم وهم غير مصدقين أنهم مفارقين هذا المسجد التي تتشوق إليه وإلى زيارته مئات الملايين من المسلمين ، ركبوا حافلتهم وتعلوهم الحسرة وألم الفراق والوداع ، عائدين من حيث أتوا عن طريق الأرض السورية ثم الأراضي العراقية التي مكثوا فيها ردحا من الزمن ثم بعدها عادوا إلى أرض الأحساء التي انطلقوا منها حيث أنهم فارقوها وغابوا عنها مدة شهرين متتاليين هي مجموع أيام رحلتهم الموفقة ، فهنيئاً لهم هذه الجولة وهذا السفر في طاعة ومرضاة الله حيث أنهم طافوا على كثير من مراقد أئمة أهل البيت وذريتهم والمساجد المحثوث على زيارتها في كلا من العراق وسوريا وفلسطين ، فرحم الله الحاج المرحوم / عبدالله الدليم وأبنه محمد وحرمه والحاج المرحوم / خليل الحسن أبو إبراهيم رحمة الأبرار وحشرهم مع محمد وآله الأطهار .
إبراهيم حسين البراهيم
في 17 / 9 / 1438 هـ
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
حسين أحمد الأحمد
2017-06-13 في 7:58 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم
هناك خطأ في مفهوم الاسراء والمعراج
حين قلت ان الصخرة التي اسري منها النبي ص
وهي في الواقع عرج منها النبي ص الى السموات السبع
اما الاسراء فهو من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ، حسب الآية الكريمة المعروفة
تحياتي
حسين احمد
عبدالله البراهيم
2017-06-13 في 9:56 م[3] رابط التعليق
شكرا للكاتب .. معلومات تاريخية مهمة ..
ايضا اوضح ان المسجد الاقصى هو صاحب القبة الخضراء والسور الذي حوله..
اما القبة الذهبية فهي قبة الصخرة التي من عليها عرج بالنبي ص للسموات وتقع وسط المسجد الاقصى وجزء منه فقط وليست هي المسجد الاقصى بالتحديد .
اليهود يحاولون ايهام المسلمين ان المسجد الاقصى هو مسجد القبة الذهبية لان حفرياتهم تحت المسجد الاقصى صاحب القبة الخضراء .
عبدالعزيز الاحمد
2017-06-14 في 1:01 ص[3] رابط التعليق
تقرير رائع من الرائع دائماً ابو كميل
2017-06-18 في 5:19 م[3] رابط التعليق
جميل جدا بكل الملاحظات التي وردت فيه فقد تعرفنا على عائلة أحسائية منيزلاوية تشرفت بزيارة المسجد الأقصى بلغنا الله والجميع لذلك .. شكرا للكاتب ابراهيم البراهيم