بعد أيام معدودات سوف نستقبل ليلة عظيمة لا تفد إلينا إلا مرة واحدة في السنة ليلة عظيمة لا تأتي إلا وقد ملأت قلوبنا شوقًا إليها بأجوائها الروحانية تقبل وبهمسات الإيمان تعود لنا .
إن الله سبحانه رفع قدر تلك الليلة المباركة في كتابه الكريم فقال : ( ليلة القدر خير من الف شهر ) ولاشك أخيي القارئ أنك عرفت عن أي ليلة أتحدث ؟
إن هذه الليلة سميت بالقدر بمعنى المنزلة وسميت بهذا الاسم لما فيها من منزلة للمتعبدين والذاكرين لله عزز جلاله ، لذلك لابد لنا إحيائها بالعبادات كالصلاة والذكر والصدقة وكل أنواع الخير لنحصل على الأجر والثواب الموعود لنا ، كثيراً من الروايات عن أهل بيت العصمة تحدثوا فيها عن فضل العمل في ليلة القدر منها :
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : (من أحيا ليلة القدر حوّل عنه العذاب إلى سنة ) . "بحار الانوار"
وعن مولانا الباقر عليه السلام قال : ( من أحيا ليلة القدر غفرت له ذنوبه ولو كانت عدد نجوم السماء ومثاقيل الجبال ومكاييل البحار ) بحار الانوار-ج٩٥
إذن ، هنا بينوا لنا سلام الله وصلواته عليهم فضل إحياء ليلة القدر ومافيها من غفران الذنوب فتجديد التوبة هنا فرصة ولو أن يستحب لنا تجديد التوبة كل يوم إلا أن ليلة القدر مختلفة بما فيها من خصائص فعليك أخي المؤمن طلب الله أن يبعدك عن كل معصية وإظهار له الندم والبكاء والحسرة على كل ذنب فعلته فهذه فرصة للغفران لاتفوت .
وأما بالنسبة إلى تعيين ليلة القدر فاتفق العلماء على أنها إحدى هذه الليالي ١٩_٢١_٢٣ واعتقد أن سر اختفاء ليلة القدر هو توجيه الناس إلى العبادة في هذه الليالي الثلاث المباركة ولكي يعملون بجهد في عبادة الكريم الذي لا يخيب من دعاه
هناك أعمال كثيرة وردت في ليلة القدر يستحب أن نعملها ومنها الغسل وقراءة القرآن وقراءة دعاء الجوشن الكبير ودعاء رفع المصاحف وزيارة مولانا الحسين عليه السلام ومطلق العبادات والتذلل لله حتى يطلع فجرها
إن من نعم الله علينا أنه جعل هذه الليلة باب من أبواب الجنان ومصدر للفيض الإلهي فهنيئاً لمن عمل فيها بجد ففيها الله يقسم الأرزاق وأنها ليلة أمن وسلام حتى مطلع الفجر وعبادتها خير من ألف شهر .