المنيزلة نيوز - الكاتب : جاسم محمد الدليم
" وداع رمضان " عادة أين هي عن المنيزلة ؟
إن لحظات الوداع لحظاتٌ لا تُنسى..، ولوعتها لوعة لا تبلى.. حُرقة الوداع تُلهب الأحشاء..، ودموعُه تحرق الوجنات بحرارة العبرات.. كنا بالامس القريب نبارك الشهر واليوم نودعه فلقد دار الدهر دورته..، ومضت الأيام تلو الأيام..، وإذا بشهرنا تفيض أنواره.. وتبلى أستاره.. ويأفل نجمه بعد أن سطع..، ويظلم ليله بعد أن لمع..، ويخيم السكون على الكون .. بعدما كان الوجود كل الوجود يستعد، ويتأهب للقاء هذا الضيف الكريم .. شهر دعينا فيه الى ضيافة الله وهو عند الله أفضل الشهور وايامه ولياليه وساعاته أفضل الايام والليالي والساعات .
فهنيئا ً للصائمين والمصلين والقائمين والعاكفين والركع السجود وهنيئا لمن كتب في سجل أعماله من العتقاء من النار
أيها الاحبة : كان من تراث الاباء والاجداد الذي ضاع مع كل أسف " وداع رمضان " حيث يجتمع فيه الصغير والكبير يجوبون الشوارع مرددين هتفات الوداع الحزينة على نغم المسحر ، نعم كانت هذه العادة الوداعية يحضر لها الشباب أيما تحضير ومواعيد ولقاءات وتجمّعات ينشرح لها الخاطر وتأنس لها النفس رحابةً واستعدادًا ، حيث كان العيد لا يقبل على المؤمنين دون خوض تجربة الوداع الرمضانية الصنع والمنشأ ، وهي عبارة عن تجمع شباب البلد في نهاية رمضان يودعون شهر الخير والعطاء احتسابًا في عودته سنوات أخرى .
لكن هنا أناشد المجتمع وأحاكيه بشبابه وكباره :
هل لازال وداع شهر البركة كما كان وكما هي توهجاته السابقة ؟ أعلم بأن الإجابة بلا
لكن ماهي الأسباب وما الذي جعلنا نتراجع عن هذه العادة الجميلة النزيهة ؟
قد يقول قائل إن لطريقة الحياة دور في ذلك وتغيرنا كمجتمع جعلت منا الكثير والكثير من التغيرات التركيبية والحياتية التي اختلفت كليا عن ما كانت عليه الظروف الدنيوية السابقة بسبب التطور المعاصر والحديث في كل الأمور ، لكن برأيي البسيط أنه يجب في كل زمان ومكان أن تبقى الموروثات التي لايأتي منها ضرر على حالها وأن تستقر مستمرة التقاليد والعادات التي باستمرارها يتم الحفاظ على نشوة الفرح والسعادة لدى المجتمع وأفراده مجتمعةً ، في الوقت الذي لايمكن أن يتكهن أحد بثمة مشاكل أو أضرار قد تسببه هذه العادات والموروثات لو استمرت .
فماذا عساني ان أقول أو اكتب .. شاهد المقطع ادناه وعش هذا الجو
المسحر في الاحساء في توديع رمضان
[embed]http://www.youtube.com/watch?v=nolSVvjztXk[/embed]
الوداع الوداع الوداع
يارمضان عليك السلام
ياشهر الصيام
التعليقات 1
1 pings
2014-08-09 في 11:12 ص[3] رابط التعليق
أحسنت أخي الكريم …… الوداع عادة كلمة ليست محببة الا ان تكون لشهر رمضان بها لذة جميلة قد يكون ذلك لما فيها من تراث جميل وعادات حسنة بالادعية والفقرات التي تحث على الطاعة والدعاء بصوم السنين القادمة على أفضل حال ……
لست ممن عاشت ايام المسحراتي وأهازيجه لبعدي عن السكن في مثل هذه القرى والبلدان التي تحيي هذا الموروث الشعبي الا انني أسمع عنه الكثير مما يبهج الصدر ويزيح الغم
باعتقادي البسيط لكي لا تندثر هذه العادة الجميلة …. على عمدة البلد ان كان فيها عمده او رجالها الوجهاء ان يعينون مسحراتي بمبلغ مادي بسيط طوال الشهر الكريم وحتى اخر ليلة واجر آخر لمراسيم الوداع فيه …. وبذلك يضمنون عدم اندثار هذا الموروث الجميل … ولكن بشرط ان لا يرتكب محرما او مشتبها به من ناحية الضرب على مايحرم الضرب عليه او من ناحية الاهازيج التي لا تليق بحرمة الشهر الكريم …… دمتم موفقين