من أهم القضايا الاجتماعية الأساسية التي خلقت فرقاً شاسعاً في تقدم المجتمعات المتقدمة وتخلف مجتمعاتنا هو نوعية الصراع الفكري السائدة في أروقتها .
فالمجتمعات المتقدمة وظفت صراعها الفكري في منظومتها الاجتماعية للحصول عن أفضل الكفاءات التي تفضي إلى أكبر المكتسبات ، وهو ما يسمى بالصراع الفكري الإيجابي ، بينما انشغلت مجتمعاتنا في توظيف صراعها الفكري في القضاء على أفضل الكفاءات ، وهو ما أدى إلى تخلف مجتمعاتنا ، وهو ما يسمى بالصراع الفكري السلبي .
والعجيب أن القرآن الكريم ركز بشكل كبير على هذه القضية حينما حث على وجود الصراع الفكري ( الإيجابي ) في المجتمعات وهو ذلك الصراع الذي اختلقته الملائكة في تساؤلها عن خلق آدم (ع) ، ويبين حرصها على وجود الأفضل لقيادة الكون :{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}.
بينما حذر من الصراع الفكري السلبي الذي يفضي إلى تخلف المجتمعات ، وهو ذلك الصراع الذي اختلقه ابليس من أجل القضاء على الأفضل وهو آدم (ع) : {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}.
فشتان بين من يبحث عن الأفضل ، وبين من يسعى على القضاء على الأفضل !!.