عندما ننظر للنشاطات والمشاريع بمنظور تقليدي في الجمعيات الخيرية بأنها مساعدات عينية ونقدية وتقديم خدمات اجتماعية الفها المجتمع تبلد اتجاهها الحس الاجتماعي ولم تعد تلفت نظره مما ينتج عنه الفتور الاجتماعي وعدم الاكتراث وعدم التفاعل مع مشاريع الجمعية التي يفترض ان تكون افراز تعليم وثقافة وفكر القائمين عليها خصوصا صناع القرار من اعضاء مجلس الادارة.
غالبا الجمعيات والمؤسسات الخيرية امام خطين مختلفي الرؤى وهما اعضاء مجلس الادارة الذين يبقون فترة طويلة بحيث يستنفدون تفكيرهم وتجاربهم التي لا يرى فيها المجتمع اي جديد بل يحجم عن نشاطاتها مما يدل على اشارة سلبية للجمعية، لان افراد المجتمع خصوصا المتحمس للعمل التطوعي يرى احيانا لمشاريع الجمعية من خلال معرفته بأعضاء مجلس الادارة لبقائهم بمجلس ادارتها فترة طويلة، وعادة الجمهور يضع نصب عينيه سلفا لا جديد لدى الاعضاء لأنهم قدموا عصارة تفكيرهم وافضل تجاربهم، بل يصل تفكير قطاع كبير من الاجيال بحكمهم على ان الاعضاء لا يواكبون متغيرات العمل الاجتماعي ولا يوافق تفكيرهم مستوى الابداع الجديد المتناسب مع الثورة المعلوماتية، وينبغي الاعتراف إن فيه من الصواب الكثير الذي لا ينكر، لان من الصعب تجاوز ثقافة الاجيال ومدخلات التعليم الحديث والمناهج المتطورة المعتمدة على التقنية والتواصل الاجتماعي الذي ينقل تجارب ودراسات الاخرين في كل جوانب الحياة ومنها العمل الاجتماعي.
من جانب آخر تبقى التجربة، المهارة التي تفرض نفسها وتعتبر قيمة في ذاتها ومن الصعب جدا تجاوزها في ميدان العمل الاجتماعي لأنها مستخلصة من تراكم التجارب بصوابها واخطائها.
مع اعترافنا بوجهة نظر التجديد والتغيير ودخول دماء جديدة وايماننا بان الانتخابات افضل ميزان يقاس به الافراد ويعتبر الحكم العادل نسبيا على الاقل من وجهة نظر الناخب والمُنتخب اذا كانت نزيه.
لذا كوجهة نظر شخصية ومن تجربة متواضعة لو يعدل القانون بحيث يبقى العضو ثلاث فترات على ثلاث سنوات او فترتين كل فترة اربع سنوات بحيث لا يتجاوز عضوية العضو اكثر من ثمان سنوات، ويشترط بقاء ثلث الاعضاء من ادارات سابقة، لان وجود ثلاث اعضاء من تسعة يكون مناعة قانونية وخبراتية في منظمة ميزانها الانتخابات وقرار مجلس ادارتها التصويت بحيث يتعادل ميزان الخبرة والتجديد «3 خبرة مقابل 6 جدد مثلا».
لذا نأمل ان تستنبط بعض القرارات المتعلقة بالجمعيات والمؤسسات الخيريةمن خبرات واستقصاء اراء العاملين في الميدان الذين يحملون تجارب عملية ويحملون ثروة عمل تطوعي يستطيعون التشخيص الفعلي للنشاطات الاجتماعية. تراكم المعرفة والعامل الاكتسابي عاملان مهمان في العمل التطوعي ويصقلان عامل التجديد والحماس لدى الاعضاء الجدد.
كما ان الابداع عامل استمرار وتكامل في مسيرة المتطوع والعمل الاجتماعي بحيث يصعد على تراكم التجارب والخبرات المتلاحقة بعقلية التجديد التي يكتسبها من البيئة المحيطة وتجارب الاخرين ليوظفها في قوالب مشروعات اجتماعية تجذب الجمهور والمشتركين والمستفيدين لتبقى مشعلا مضيئا يحفز ويشجع افراد المجتمع باقتحام العمل الاجتماعي.
هناك عوامل محفزة للعمل التطوعي منها البيئة الخصبة لممارسة النشاطات وتنفيذ البرامج وانظمة وقوانين مرنة تسهل وتشجع على العمل الاجتماعي وتساعد على الابداع وتذلل عقبات التنفيذ.
ينبغي ان نخلق بيئة مهيأة للتطوع وتوفير عوامل جذب في مجتمع عازف عن العمل الاجتماعي لعوامل عديدة منها اولويات الحياة والبحث عن عناصر متطلبات المعيشة الاساسية، أي تأسيس ظروف معيشة كريمة ومريحة حتى ينتقل الفرد إلى مرحلة مساعدة وإسعاد الآخرين.