ثلاثة عناوين قاسية كقسوة أشواك نبات الصبار الصحراوي فكل مُفردة من هذه العناوين إن جاءت بمفردها يحتار المرء في كيفية التغلب عليها فالبرد يحتاج الى الدفء والأخير يحتاج الى المال كي يبتاع ما يخفف من قسوة ذلك البرد.
والجوع هو ذلك الشعور الطبيعي الذي يلجأ المرء الى سده بتناول الطعام المتواجد حوله وإن لم يكن هناك ما يسد به جوعه فستخور قواه ويتحول الى شخص وهِنٌ خاويٍ ضعيفٌ ونحن في زمن الأقوياء لا يجد للضعف مكان على خارطة الحياة لا الضعف الروحي ولا الجسدي.
وأما الفقر فقد قال عنه الامام علي عليه السلام (لو كان الفقر رجلا لقتلته)، وحين ينبت الألم في جسد أحدهم ويتهاوى في مزالق الحياة فقيراً جائعاً يستجدي العالم بأسره بأن يكفله ويسد عجزه تتطاول اليه الأيدي لتمسك به الى بقعة الدفء والشبع والأمان لكن الأيدي ربما تكون أحياناً قصيرة عاجزة لا تصل اليه.
يعيش ثلة من أبناء الامة العربية والإسلامية وحتى غير الإسلامية في مناطق متفرقة من هذا العالم جوعاً وبرداً وفقراً ونحن نرفل بالأمان والشبع والدفء وربما نتأثر عند سماعنا بهم وندعو لهم بالرحمة والفرج إلا أن ذلك لا يكون كافٍ لمثلهم.
نحن أمة مسلمة وقد علمنا ديننا الإسلامي بأن نشعر بالآخرين ونحسن اليهم وأبواب الخير مشرعة وهذه نعمة كبيرة أنعمها المولى تعالى علينا فما زلنا في هذه الحياة ننعم بخيراتها فلما نتوارى عن تلك الأبواب وهي مفتوحه تستقبل كل التبرعات من أموال وملابس وأغراض كثيرة قد نستخف بقيمتها إلا أنها قد تُعد ذات قيمة كبيرة لغيرنا ممن هم في حاجة لها أكثر منا.
وما يجري في شتاء هذا العام على أبناء جيراننا من الوطن العربي والاسلامي في (العراق وسوريا واليمن) من فقر وجوع وبرد قارس نتيجة للحروب التي قُدر أن يكونون في خضمها يندى له الجبين وتتحرك له نبض القلوب وكريم الأيدي الى بذل العطاء والخير والإحسان فلربما بادرة صغيرة منا لهم تمسح القليل من آلامهم.
قال الحق تبارك وتعالى (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلواتك سكن لهم والله سميع عليم)