توسطت الشمس كبد سماء اليوم العاشر من محرم
لسنة ٦١ للهجرة، أيام بعيدة تفصلنا عن الواقعة في تلك السنة لكن تفاصيل ما جاء فيها حاضر في مسرح قلوب محبي أهل البيت عليهم السلام.
خلت ساحة المعركة من كل الرجال،
الأبناء والأخوة قد قتلوا،
الأصحاب قد ضرجوا بدمائهم،
والأنصار قد لاقوا مصرعهم.
بقي البطل وحيدآ بين الأعداء
ترقبه فقط أعين نسوة وأطفال
وعين جامعة الرزايا زينب أخته،
تمسح على جراحاته بدموعها تسكن آلامه بصبرها،
تجمع القوة في صدره حين تودعه بوصية أمهما.
في أمان الله يا حسين
قاتل ولا تخشى علينا
فنحن بنات محمد وعلي والله حارسنا.
لهفي على من كانت مسيرته تتخطى في قلوب العاشقين
وتحط آخر منازلها في عقول الأحرار المفكرين.
أنا الحسين بن علي بن ابي طالب
جدي رسول الله وجدتي خديجة بنت خويلد
أخي الحسن وأمي فاطمة الزهراء
أتعلمون من تقاتلون أنتم?
يقولون نعم يا حسين حين سألتهم
ويقولون نقاتلك حتى نصبح أمراء عليكم
ماعرفوا الحق الذي جاء به رسولهم
وأضاعوا أوصاف الجنان بأوصاف النار
خسروا الدنيا والآخرة وأي خسران.
وخسر من يحسبك فقط مشروع دمعة وألم وحسرة
ونسي أنك نهج وشريعة من السماء
فمن قرأك أدرك أنك قبلة الصلاة
ومن لم يقرأك حسب أنك كأي كتاب.
ولأنك الحسين بن علي...
من في تربته الشفاء.....
وتحت قبته تستجاب الدعوات.....
اليك رفعت أكف الضراعة......
وبك توسلت الى رب السماء.....
أن فقط انظر لي نظرة الرحماء.