يقال بأن الليل قد نشر ظلمته في ساعات النهار
وبأن القمر قد خسف في وسط البيداء
فتناثر السواد وطال كل حجر ومدر
وهبت ريح لفت كل ما حصل
وما ببدد تلك الأحداث إلا نداءات من فارس(أخي أدركني وعليك مني السلام)
هوى البطل المغوار بعد أن أفنى الأجساد وأطاح بالرؤوس
وماكانت لحظة سقوطه الإ بعد أن هوت معه أذرعه فخارت القربة وماسقطت بل تداركها وضمها بين جنبيه
لأن سكينة عطشة وتنادية كل الأطفال
أن يا عم أسرع الينا بالماء.
وماهمه جسده إذ يقطع إربآ في أن يصل للأبناء بالماء
ولكن للغدر بصمة في سماء عاشورء، حرك الهواء سهم مسموم بالحقد وأحدث في القربة ثقب أهدر مافيها من ماء، وآخر أسرع الى عينية الكريمة أخاله كان يريد تقبيلها الا أنه استحال الى سهم من نار.
فهوى العباس من على ظهره الفرس وهوت معه كل الأفلاك.
لا تبكي سكينه واذهبي أسكتي صياح الصغار
ففي الجنان نهر من عسل ولبن وماء صافٍ زلال
وخذي الراية زينب فالقمر خسف وحل الظلام وجاءت لحظة التقرب بأحسن القربان.
أبا الفضل أيها الفارس الذي ذخرتك السماء لهذا اليوم
من علمك حب الايثار حتى نثرت الماء من كفك حين وصلت الى شفاهك الضمأة (أن لا تشرب والحسين وأطفاله عطاشى)
وكيف فديت بعينك وكفيك ورأسك وصدرك وأحطت بالحسين وعياله سياج منيعا لم يفله الإ غدر أهل الزمان.
سيدي ....وأنت باب الحوائج فكما كنت كذلك لابن رسول الله وعياله وأهل بيته
كن قاضي لحاجاتنا بحقهم عليك وبحق من ربتك فارس صلب مذخر للمحن والابتلاءات.