في رحاب عاشوراء
الحلقة الثالثة 1438 هجري
لماذا لم يوافق الإمام الحسين زهير بن اليقين في محاربة
جيش الحر ( 1000 فارس )
قال زهير : ( يا بن رسول الله إن قتال هؤلاء أهون علينا من قتال من يأتينا من بعدهم ) .
1 ــ إن الإمام الحسين ليس مأموراً أن يقاتل أحدا في غير ارض كربلاء وعلمنا ذلك من قول الحسين عندما وصل ارض كربلاء قال : ما اسم هذه الأرض قالوا: كربلاء ، قال :ها هنا محط ركابنا وسفك دمائنا ومحل قبورنا .
2 ــ قول زهير للحسين ( يا بن رسول الله أن قتال هؤلاء أهون علينا من قتال من يأتينا من بعدهم ) فمن هنا يتضح لنا أن زهير واثق من هزيمة القوم وهم ألف فارس فلعلا أصحاب الحسين يناهزونهم في العدد كما أورد بعض المؤرخين انه خرج مع الحسين نحو الألف فارس حينها تقلص العدد عندما سمعوا من الحسين انه مقتول وليس له سلطة في ذلك فتراجع عنه أصحاب المطامع فلم يصل معه إلى كربلاء إلا من استشهد معه وعددهم (72-112-145) شخصاً .
3 ــ لو وافق الحسين زهير في ما ذهب إليه وتقاتل الجيشان فلا بد من قتلى من الجانبين والجيش الأموي لن يترك الحسين وسوف يلاحقه ويقضي عليه وعلى ثورته فمن المؤكد انه سوف يكون قتلى من الأنصار ومن بني هاشم فتصبح قبورهم موزعة على منطقتين فتنقسم كربلاء إلى مكانين وهذا غير مقدر له أن يكون .
4 ــ استقل زهير هذا الموقف عندما علم أن القوم عطشى وفي المقابل هم يملكون الماء فعلم أن المعركة لا تستغرق سوى سويعات للقضاء عليهم وهذا ما يستحيل أن يفعله الإمام الحسين أن يبدأهم بالقتال وأن ينتهز مثل هذه الفرص ويقضي عليهم فهو الرحمة المنزلة بابي هو وأمي بل بادرهم بسقيهم الماء ورشف خيولهم ترشيفاً .
5 ــ شاءت الأقدار أن يموت الحسين وأصحابه عطاشى وهم بقرب نهر الفرات لبيان خساسة ولؤم بني أميه ومن تابعهم فلو قتل الحسين في ارض غير كربلاء لأشاعوا في الناس أن الحسين وأصحابه لم يقتلوا عطاشى .
6ــ أن الإمام الحسين غير مأمور بالقتال في هذا الزمن وبالتحديد قبل يوم العاشر من محرم وما يؤكد ذلك هو أن القوم لما أرادوا الهجوم على معسكر الحسين يوم التاسع من المحرم أرسل إليهم من يطلب منهم أن يكفوا عن ذلك وان يمهلونا هذه الليلة لنصلي لربنا إلى يوم العاشر .
7 ــ جيش الحر كان في الأصل غير مصرح له بالقتال وإنما كانت مهمته هو أن يجعجع بالحسين في المكان الذي يجده فيه ريثما تأتيه الأوامر من السلطة العليا حينها ترى رأيها في ذلك فمن ذلك لا يقاتل الحسين من لم يقاتله .
8 ــ لو أن الحسين يرى قتالهم في هذا المكان وفي هذا الزمان فهو اعلم بتكليفه الشرعي ولا يحتاج لأحد أن ينبهه بذلك .
9 ــ كان هم الحسين ليس القتال وإنما الإصلاح في أمة جده وأخر شيء كان يفكر فيه هو القتال وإلا لماذا بكى الحسين يوم العاشر بسبب قتال القوم ودخولهم بسببه النار .
إبراهيم حسين البراهيم
الأحساء ــ المنيزلة