خيم الليل على القافلة وغارت بعض النجوم في كبد السماء وبعضها ظل يحرس أبناء العترة الطاهرة
لاشيئ يبدو مريبآ حولهم الا رجال الحر الذين أرسلهم قائدهم ليأخذوا بهم طريقآ نحو الإنحناء لمبادئ الفساد الذي رسمه لهم
كان يزيد بن معاوية يرسم الخطط ويدير الأفكار حول كيفية التشفي من الحسين وأهل بيته حين يراهم يخنعون له ولحكمه الجائر إلا أن كل من ذلك لم يحصل
فالثبات الذي يأتي من شريعة السماء لا تتزعزع ولو كانت بقبضة أموية بربرية
وكيف له أن يتزعزع وتراتيل القرآن كانت تصاحبهم
وأن له أن يتزعزع وهمهمات الدعاء كانت أصداء تحفهم بهم
ورغم غصة المسير المتعبة والمصير المنتظر في نهايته كانت سعادة التضحية لا تفارق قلوبهم، وابتسامة العزة لا تفارق شفاههم، وكانوا يرددون ( أو لسنا على الحق)؟
بلى: أنتم الحق وفي الحق وعلى الحق
فلا فرق بين موت اليوم أو الغد مادامت الأرواح بالجنان ناعمة، الا أن لفراق الأحبة ألم خاص
نبأت عنه مسحة من كف الحسين على رأس حميدة
فبكت مسلم وقدمته كأول قربان للحق والإصلاح في أمة قد نخرها الفسق ورفلت بالذنب حين تغلغلت القسوة في قلبها وحين أعلنت تحالفها مع الشيطان وولائها لآل أمية.
وليتنا كطوعة نطوع الحق لأصحابه ونبصق على الصعاليك
أمثال ابن زياد.
وليت دورنا كدارها تؤي ألف مسلم ومسلم .
يتبع ......