يقول تعالى: { وكذلك جعلناكم أمة وسطا ... } (البقرة: من الآية 143). من منطوق هذه الآية وفي ضوئها اكتب هذا الموضوع
هذا المنهج (الوسطية) بحاجة إلى تفصيل وبيان، لا لخفائه في ذاته ولكن خفاءه من الأمور النسبية التي تعود إلى بعد كثير من الناس عن منهج القرآن والسنة النبوية ، وكذلك بسبب ضعف حصيلتهم العلمية. ومع الاسف فقد ضل عن هذا المفهوم الكثير.
جاءت كلمة (وسط) في اللغة لعدة معان، ولكنها متقاربة في مدلولها عند التأمل في حقيقتها ومآلها.
فالكرم مثلاً هو التوسط بين البخل والإسراف، والشجاعة هي التوسط بين الجبن والتهور.
في العلاقات الاجتماعية المعرضة دوماً للمد والجزر والتبدل والتغير وسوء الفهم وتضارب المصالح وانكشاف المواقف وغير ذلك , يحصل أن يتحول الصديق إلى عدو، والعدو إلى صديق.. ولكن هذا كله لا يضر الإنسان شيئاً طالما كان معتدلاً في صداقته وفي عداوته، يتوخى الحق ما استطاع إليه سبيلا، ويعامل الناس بالسماحة والرفق، ولا يندفع ولا يتطرف في أفعاله.
وبمعنى آخر ألا يعوّل عليهم بشكل مبالغ فيه، ولا ينفض يديه منهم أيضاً كالمصاب باليأس، ويختار مجالسة داره واعتزال اهله ومجتمعه , بل الاولى ان ينظر لهذا الأمر باعتدال،ويقيسه على نفسه، فهو واحد من الناس، والعاقل خصيم نفسه كما يقال، يقيس المعدل العام للناس على نفسه، وهو يعلم - برضا - أن هناك من هو أفضل منه، ومن هو أسوأ منه.. والمعتدل في تعامله مع الناس لا يتوقع منهم الكثير، ولكنه لا يريد منهم هذا الكثير أيضا.
بتبني هذا المنهج ( الاعتدال والوسطية ) في تعاملاتنا وعلاقاتنا الاجتماعية نحقق التقارب ونصل إلى حلول لكل مشاكلنا الاجتماعية ترضي جميع الاطراف دون ان يخسر مجتمعنا الالفة والمحبة فيما بين افراده
التعليقات 1
1 pings
غير معروف
2016-09-21 في 6:36 م[3] رابط التعليق
احسنت يا ابا الحسن