مقتطفات من كلمة الاستاذة الفاضلة ام منتظر الاحمد في حفل سن التكليف الشرعي والذي اقامته اللجنة النسائية بالمنيزلة خلال الاسبوع الماضي كختام للدورة العاشرة بحضور العديد من الفتيات والامهات ..
ان مناط التكليف لدى الانسان هو العقل الذي يميزه عن غيره من الكائنات وبه يثاب وبه يعاقب لذلك من لا عقل له لا تكليف له لكن المفاهيم الدينية لا تتوقف على مجرد فهم الدين وتكاليفه فهما نظريا عقليا بل لابد من انتقال الفكرة الى اعتقاد وتصديق قلبي وحينما تتحول الى اعتقاد يتولد الشوق والميل للعمل ( الدافع ) وبذلك يتحقق التكليف .
والتكليف لا يتوقف على مجرد الحجاب والصلاة والصوم بل التكليف هو الالتزام بالمنظومة الدينية كاملة .
والمنظومة الدينيية تتشكل من ثلاث امور رئيسية :
1- العقل النظري وهي معرفة مفاهيم الدين واصطلاحاته وماذا يريد منا الدين .
2- العقيدة والايمان . الذي نعنونها بأصول الدين التي تتطلب تصديقا بحيث تتولد قناعات تدفعنا الى العمل .
3- العقل العملي ( التطبيقي ) وهو يتمثل في الاخلاق الفاضلة والاحكام على مستوى العمل
الذي يعبر عنه القران بالاعمال الصالحة .
لذلك المكلفة ما دام توجه إليها الخطاب الالهي بالتكليف فهذا يعني انها مؤهلة لتحمل التكاليف الشرعية واستيعاب المنظومة الدينية كاملة . وإن تصورنا انها صغيرة . وذلك كله يقوم على عاتق الوالدين لأننا في الدورة التكليفية فقط نرسم للفتيات الخريطة والقواعد الاساسية وعلى الأهل البناء والمتابعة .
واجب الام إزاء ابنتها المكلفة
على الام استيعاب انها هي المكلفة أولا إزاء تكليف ابنتها وعليها مسؤولية إرشادها وتوحيهها ومراقبة سلوكها وفكرها وأخلاقها لا مجرد حجاب وصلاة وصوم وكفى خصوصا ونحن في هذا الزمن والذي يعج بالمتغير السريعة والثقافات الدخيلة والتي تغزونا من كل صوب وحدب .
فعلى الوالدين وبالاخص الام ان تراقب ححابها ولباسها قبل خروجها حيث قال المولى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]. ولتراقب فكرها من خلال محاورتها ولتراقب أخلاقها وسلوكها من خلال تعاملها مع الاخرين وماذا تقرأ وماذا تشاهد .
وأن يكون صدرها رحبا لتدريبها على تعاليم الدين خصوصا اذا لم تهيئها مسبقا فالقضية تتطلب وقت وجهد كبير .
فالام عندما نريد تعليم الطفل على الحمام اعزكم الله او الاكل ..هذا يستغرق منها وقتا وجهودا وملاحظة حتى يعتمد على نفسه . فلما تضيق صدور البعض من الامهات وتتكاسل عن متابعة السلوك والفكر وهما الاهم ؟
ونحن لا نعني بالرقابة أن تعطل الام أعمالها وليس لها هم الا التجسس والتفتيش في جهازها او اغراضها وانما عليها أن تؤصل الرقابة الذاتية عبر توجيه القناعات لدى الفتاة فمن لم يكن له من نفسه واعظ لا تنفعه المواعظ .
وعلى الام التركيز على قناعات الفتاة لأنها المحرك الرئيسي لكل سلوك عملي لها . من خلال التوجيهات التالية :
اولا : فن الحوار والانصات لها وعدم توبيخها على اي فكرة او موضوع تطرحه فاستمعي لها بأريحية ومن ثم وجهيها.
ثانيا : ابتعدي عن الازدواجية في المعايير في التعاطي مع احكام الشرع كأن أحجبها في البلد وأمرها بخلع الحجاب في المنتزهات وقت اللعب أو أن أمرها بالصلاة وأرخي لها في الصلوات التي تفوتها او تأخر الصلاة عن وقتها ، او تنهينها عن الكذب والنميمة والغيبة وفي المقابل تسمعك تكذبين وتنمين وتغتابين .
ثالثا : خلق رقابة تقوائية في قلب الفتاة من خلال توجيهها الى مراقبة الله والخوف منه لا الخوف من الناس التي نعبر عنها بالرقابة الاجتماعية فلا تقول لها تحجبي حتى يقولون فتاة مطيعة مثلا ولا تقولي لها لا تفعل ذلك حتى لا يعيبون عليك بل قولي افعل لأن الله يحب ويثيب ولا تفعل لأن الله يكره ويعاقب .
رابعا : على الاسرة خصوصا الاب والام مراعاة العديد من الاعتبارات في خصوصية الفتاة فعلى سبيل المثال تهيئة مسلتزماتها الخاصة ومرعاة تحسس الفتاة لا سيما في هذه الفترة .. والفتاة امانة في عنق الوالدين فعليهما التعامل معها بمنظور الكبار واعطائها الاحترام والتقدير .. حتى في مناداتها باسمها وباحسن الالقاب وعلى الام اشراكها في شؤون واعمال المنزل وتدريبها وتأهيلها .
فالمولى جلا وعلا سبحانه قد كلفها في هذا العمر لتأهيلها لمرحلة لتكون عنصرا فاعلا في جو الاسرة ومن ثم بعد سنين تنتقل لمرحلة الى بيت الحياة الزوجية لتقوم بدور المربية لابنائها على اسس وثوابت دينية لتخرج اجيالا صالحين .
وأخيرا نسأل الله ان يوفقنا وإياكن لنيل مرضاته والثبات على ولاية أوليائه كما نأمل أن تكون هذه الدورة محطة جميلة في حياة الفتاة ونقلة توليها الاهتمام .
التعليقات 1
1 pings
2016-08-21 في 9:30 م[3] رابط التعليق
أحسنتم وفقكم الله