شفتوا عماد ما شاء الله عليه سّفر عائلته هذه السنة الى النمسا وسعاد الظاهر إنها في تركيا عرفت من (صور سنابها) وصورة عرضها في الانستقرام كاتبه (يا هلا إستانبول) وعرس ولد خالتي كأني حضرته كل اللقطات شفتها اول بأول في سناب بنت عمتي (هيا)
سبحان من خلق لنا العقل وأوسع مداركه لحد اللامحدود من الأفكار والاختراعات اللامتناهية وسبحان من سلمنا مفاتيح النجاة بإحكام العقل اتجاه الخير أو الشر وما المخترعات في هذه الأيام إلا ابتلاءات لهذا العقل وتلك الأرواح التي بدواخلنا أنستعين بها على قضاء حوائجنا أم نزج بها في غياهب الظلمات ودهاليز الخطر
أصبح (الانستقرام والسناب شات) من أسرع البرامج الالكترونية المنتشرة هذه الأيام على مواقع التواصل الاجتماعية وأكثرها استخداما من قبل فئات المجتمع بمختلف أعماره فالكبير والصغير أصبح يستخدمهما بشكل تلقائي ويومي بل أن البعض أصبح يستخدمها وبالأخص برنامج (السناب شات) بشكل لحظي أي منذ أن يفتح عينيه في ساعة استيقاظه من النوم حتى يشغل الكاميرا ويصور بوميض يحسبه أجمل ما رأته عيناه في هذه الدنيا ليكتب على صورة وجهه (هاي سناب شات ... صباحو) وغيرها من عبارات اختص بها كل مستخدم من مستخدمي هذه البرامج ونسبها لنفسه حتى أصبحت (لوغو خاص به) وما أن يعمل لنفسه فطور أو حتى كاس شاي إلا وصوره وكتب تحته ( ونفطر الان ) أو ( أحتسي قهوتي) وما الى ذلك من تلك العبارات التي نراها يوميا على مختلف الحسابات.
لا نعترض على تلك البرامج إذ لها فائدة كبيرة حيث اختصرت على رواد العلم والثقافات الكثير من الوقت والجهد والمسافة في نقل المعلومة الهادفة الى أغلب الناس في كافة أرجاء العالم إلا أنها بقدر ذات الأهمية والفائدة (اُبتُذِلتْ) حين كان وميض الصور فيها يحكي عن تلك التفاهات من أحداث روتينية يومية لا تهمنا بشيء سوى فقط إثارة الفضول ومعرفة ماذا أكل فلان وماذا لبِستْ فلانة وفي أي مطعم ذهبوا ومع من.
الأمر الأكثر خطورة من ذلك حين تطمئن فئة معينة من الفتيات بخاصية عدم احتفاظ برنامج (سناب شات) بالصور الخاصة فتصور نفسها وترسل صورها لصديقاتها ناسية أو متغافلة عن تطور العلم والتكنولوجيا وعبقرية (الهكرز) في سهولة اختراق الحسابات وحفظ الصور فالذي طور العلم حتى أصبحت التقنية تتجول بين أيدينا وفي جيوبنا جدير به أن يخترق حتى أبسط أمورنا الخاصة وينشرها بسهولة، فكم فتاة للأسف الشديد تعرضت لمثل هذه المواقف آلت نتيجتها إلى الإبتزاز من قبل أصحاب النفوس الضعيفة والتي لا يردعها لا وازع ديني ولا أخلاقي ولا عرفي وكل ما يهمه إرضاء شهوته المادية والجسدية.
ماذا استفدنا بهذا الكم من تلك البرامج التي تتطور يوما بعد يوم إن لم نوظفها في الوظيفة الحسنة ونوجهها الى الخير ونستغلها في نشر العلم والثقافة وكم في العمر من سنين حتى تلهينا يوما بعد آخر وساعة تلو الساعة حتى تضيع بنا الساعات في ملذاتها وتغمرنا الهفوات وتُحسِرنا الذنوب ويشغلنا الفراغ حتى إذ سُئلنا عن عمرنا فيما أمضيناه لم نجد ما نعترف به ويزيدنا فخراَ أو يرجح حسناتنا، يجب أن يكون العقل الذي كرمنا الله به على سائر المخلوقات أرقى من أن يُنتهك في نبش السلبيات وطمر الإيجابيات فهو مسؤول منا وقد قال تعالى ( وقفوهم إنهم مسؤولون ).
التعليقات 3
3 pings
غير معروف
2016-07-22 في 9:08 ص[3] رابط التعليق
كلام سليم
عبدالهادي البرية
2016-07-22 في 12:24 م[3] رابط التعليق
مقال واقعي يصف حالنا اليوم .. حتى أصبح المستهلك لهذه البرامج لا يستطيع اللحاق بها من تسارعها و نراه بلا دور في انتاجها و لكنه مدمن تماما على استنشاقها .. التفاصيل لم تعد خاصة .. الخصوصية باتت أضيق .. تحية مفعمة بالاحترام لقلمكم استاذتنا .
فاضل علي
2016-07-22 في 3:21 م[3] رابط التعليق
جميل جدا،
اصبحت برامج التواصل كثيرة جدا، والاقبال عليها كبير جدا وللاسف البعض يستخدم هذا البرامج بلا هدف ولا حاجه الا مواكبت الاخرين ممن يستخدمونها وهذا ما يسمى بالاستخدام الفاشل.