✳ بالرغم من غلاء المعيشة ومحدودية الدخل لازال الأغلب يتشبث بالكماليات والمظاهر المفرطة التي نراها في كثير من المناسبات الاجتماعية كالزواج وقدوم المواليد وغيرها ، بحيث انجرف لظاهرة الإسراف والبذخ حتى أصحاب الدخل المحدود .
✳ ومما يؤسف له أن تنتشر هذه المظاهر والبهرجة في مجتمعات تدعي الولاء لمحمد وآل محمد ، فخذ على سبيل المثال الهدية التي تقدم للمهنئ بالمولود الجديد ، وهي عبارة عن كيس مزركش يحتوي على هدايا ثمينة قد لا تخطر على بالك ، ملصق اسم أو صورة المولود على كل شيء منها ، ويبقى عليك حساب عدد المهنئين وقيمة الهدايا التي تصرف على هذه المظاهر الكذابة !!
✳ أما مناسبات الزواج فحدث ولا حرج ، فالتبذير أصبح شعارنا ، والناس غاية رضانا ، والتنافس المذموم هدفنا ، خاصة بين معاشر النساء اللاتي ضربن بالاعراف الاجتماعية والقيم الدينية عرض الجدار ، بحيث لا يهمهن إلا حالة التفاخر والتنافس ، فملابس بأثمان باهظة لاتُلبس إلا لمرة واحدة ، وكماليات لاحصر لها ولا عدد ، بالإضافة إلى التجاوزات الشرعية التي تتخلل هذه المناسبات التي نترفع عن ذكرها ، لأن الأهم عندها أن تظهر أنها المقتدرة والأحسن أمام غيرها !! .
✳ لكن أين هذه الهمة وهذا التنافس في مضامير الخير والعمل الصالح؟ ، إنه نتاج الثقافة الضحلة والأفق الضيق من التفكير والرؤية ، والطامة الكبرى أن يدعي هؤلاء أنهم يرجون رضا الله ، فهل ما تصنعوه مرضاة لله؟ والله يقول عن أمثالكم : {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً } ، أما أولئك النسوة اللائي يدعين أن رضا فاطمة الزهراء (ع) غايتهن ، فليسألن أنفسهن : هل ما تصنعونه يرضي فاطمة الزهراء (ع) ؟ أم تجهلون أن رضا فاطمة(ع) مقترن برضا الله ، ورضا الله مقترن برضا فاطمة (ع) .
✳ نتمنى أن لا يأتي اليوم الذي نكون فيه مصداقاً لأولئك المبذرين الذين كفروا بأنعم الله بحيث كانوا يزيلوا غائط أطفالهم بأقراص الخبز ، فأنزل الله عليهم نقمته وغضبه ، فأصابهم لباس الفقر والجوع ، فلجأوا إلى بقايا الخبز الملوث بنجاسة الغائط ليسدوا به جوعهم !! ، فأنطبق عليهم قول الله تعالى : {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }.