.
في كل عام وفي كل إجازة صيفية ينتظر المنيزلاويون الإجازة الصيفية كغيرهم من الناس في أماكن أخرى بكثير من الولع والشّغف الوجداني الذي يُترغّب له من أجل السّلوى والتسلية وإيجاد الفلتان النفسي والتحرّر من طوق الدوامات المدرسيّة من جانب الطلاب والطالبات والموظفين المدرسيين أو حتى غيرهم سواءً كانوا موظفين عامين وخاصين أونشطاء اجتماعيين أومثقفين أو من أي طبقة أخرى .. متناسون في الوقت ذاته الزاد المعرفي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي وتنمية المهارات والذات والمناشط اللجانية وفلسفة الحياة المتميزة بكل أبعادها العلمية والمعرفية والتجريبية .. والاكتفاء بما يُتحصل من المدرسة والذي عادةً مايكون بعيدًا عن ما يجب أخذه ذاتيًا ومؤسساتيًا في بعده الواقعي للنفس وتنمية الموارد البشرية والطاقات الاجتماعية .
وترغّب الشرود من الارتباطات والقيود إلى السباحة في فضاءات اللهو والحرية دون الاستفادة كامل الفوائد من هذه المساحة الزمنية الكبيرة والفراغ الطاغي .. يعكس حال التوجهات المبتذلة والفكر الوقتي المحدود الذي يميل للفراغ الذاتي والسفر واللعب والتسوق ... إلخ ؛ مما يجعل المجتمع المنيزلاوي وهو المعني بالتحديد إلى الميل لتكوين الفكر التسلَويّ إن صح التعبير أكثر من المنتج والتنموي ، ويأتي العام ويغدو العام ولاتجد شخصًا أو مجموعات لديهم منتجات متميزة أو مناشط تفعيلية على النحو الثقافي أو المجتمعي أو تقدمًا مبتكرًا يُفتخر به ؛ نتيجة البيئة الخاملة التي تكتسبها الأشخاص من بعضهم البعض فتجدهم يقلدون بعضهم في كيفية وأماكن السفر والركون للسهر والجلسات وطرق التسوق التي جميعها تعتبر استنزاف مالي ووقتي ضعفت به الأجيال على جانبها في النماء الفردي الذي نتج منه ضعف مجتمعي عام وهذا لايعني إغفال الجوانب الترفيهية كليًا كالسفر والأمور المسلية الأخرى .
ومن باب محاولة تسخير الطاقات ولدرء المفاسد التي تخرجها الإجازة في الجوانب التخريبية من انحرافات وسرقات وتفسّخات والتي كلها على الأغلب هي إفرازات ومخرجات الإجازة الصيفية المنطبعة من الفراغ الكبير الذي يجده الشباب أو غيرهم أثناء الإجازة ولشحذ الهمم الشبابية المنيزلاوية في الصيفية الحالية يجب أن نصنع أفرادًا متميزين عن طريق تفاعل اللجان المثقفة والناشطة وبرمجة الأوقات والدورات التي تتبناها شخصيات المجتمع يكون هدفها الأول تغيير الأيدولوجية أولاً ومحاولة العمل على تنقيحها وترشيدها من قبل أناس قادرين ومتمكنين يتم استقطابهم سواءً كمحاضرين أو مبتكرين أوفنيين لهندسة الفكر المنيزلاوي كليًا وتغيير مساره من الفكر التلقائي الميّال لعدم الابتكار والتميز إلى الأيدولوجية الخلاقة الإبداعية المنتجة .
فالذي ينقصنا ونستمر مجرّدين منه دينيًا وثقافيًا واجتماعيًا وتنمويًا لايمكن أن يتخيله عقل ؛ لأن الهَم هَم مختلف وماضي على سليقة من قبيل السفر وركوب السيارات والهواتف النقّالة والجلسات وجعلناها المراد الأكبر فصغُر عندنا جميع ما سواها .
فهل يبقى المنيزلاويون حتى في هذه الإجازة الحالية والطويلة ( أوف لاين ) ؟؟؟ أم أن هناك لِلّجان والمسؤولون والنشطاء كلمة أخرى ؟؟
لنرى ...
.
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
بو علي
2016-05-27 في 11:35 م[3] رابط التعليق
للاسف كورة و ديوانيات 😦
غير معروف
2016-05-28 في 12:58 م[3] رابط التعليق
نعيش في فراغ كبير
لجان ومركز نشاط اجتماعي لكن ماكو شي
عبدالله حسين البراهيم
2016-05-28 في 4:15 م[3] رابط التعليق
اعتقد هذا الوصف وهذا الجو على مستوى العالم العربي والسعودي قاطبة ومجتمع المنيزلة واحد من ذلك…
توجد فعاليات ولكنها قليلة واحيانا تخرج مبادرات لكن تلقى التحبيط والانتقاد السلبي العميق..
الكثير من ابناء البلد ليس لديه الا سلاح النقد الهادم وكأنه هو فقط من يملك الحقيقة والباقي اغبياء في نظره..
من السهل الانتقاد ومن الصعب النزول على ارض الواقع والتطبيق العملي..
لدينا عباقرة في اكتشاف الاخطاء والتشهير بها حد التشبع في الجلسات اصحاب النظارة السوداء والسوداوية والنرجسية العمياء..
لكن لدينا القليل من الايجابيين المتفانين في خدمة المجتمع…
العقول والافكار موجودة لكن تحتاج من الشجاعة والدعم من يرسيها..
تخرج العديد من المبادرات… وسرعان ما تنطفي شعلتها..
لماذا.. ؟
هل مجتمعنا مصاب بداء النقد والتحطيم والانانية والحسد…؟
وكل يلقي باللوم على غيره..
فلتقل خير او لتصمت..
حاول ان تتفهم تعب العاملين واخطاءهم وان هذا شيئ طبيعي جدا انه يخطأ لانه يعمل.. فلو كان مثلك لا يعمل لما أخطأ.
مرض الناقد السلبي مستشري بين اقطاب واطفال المجتمع هكذا تربوا وتسير القافلة…
ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
الكثير ابتعد لهذا السبب لكن ليس مبررا فالنخب يجب هي من تقود المجتمع والا تولاه من لا يفقه القيادة والرويبضة..
ان لم تشغل المجتمع بالايجاب شغلك بالسلب.
وارى ان المجتمع حاليا بدى افضل من قبل وتوجد العديد من المبادرات والفعاليات تحتاج للدعم والتشجيع..
ناصر الأحمد
2016-05-28 في 5:40 م[3] رابط التعليق
بيئة العمل الاجتماعي في المنيزلة غير محفزة .. إطلاقاً .. لا في إجازة ولا في غيرها !
عدد المتصدين لقيادة دفة الانشطة في البلد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة .. وهم يخضعون ومن معهم لمقص الرقيب القاسي منذ سنوات من أشخاص لا يجيدون إلا لغة تكسير المجاديف والانتقاد الجاف ..
وزادت حدة هذا المقص مع ازدياد القروبات التنظيرية على الواتساب!
ومن المتوقع أن يتناقص عدد هؤلاء القياديين بسبب عدم قدرتهم على تحمل تلقي الضربات من بعض الأشخاص الذين ينطبق عليهم المثل الشعبي ( ما يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب )
مع أن مستوى الأنشطة المقامة في البلد نفس مستوى الأنشطة خارجها بل وأن بعضها يضاهي وينافس في المضمون و التقديم والانتاجية ..
العبرة ليست بالكلام .. فالكل يستطيع أن يتكلم .. ولكن ليس الكل يستطيع أن يعمل!
من يستطيع أن يصمد أمام هذه الهجمات القاسية ويقيم أي نشاط حتى ولو كان بسيط جداً .. فهو محل احترام وتقدير وتبجيل!
شكراً على هذا المقال الجميل!