?لازالت بعض العقول تقرأ الحالة النقدية الهادفة التي يتبناها المنتقدون ، ويضعوها أمام الرأي العام في وضح النهار ، من منطلق الأنا والغرور ، وزاوية الفئات ، ولمز الذوات ، وتسقيط الانجازات ، والصعود على الاكتاف ، والانفراد بالقرارات .
?وهي قراءة ناتجة عن ثقافتهم الضحلة المتدنية ، وافقهم الفكري المنغلق ، وفشلهم المتكرر المستمر ، افضت بهم إلى حالة مرضية عشعشت في نفوسهم الصدئة ، وضمائرهم العليلة ، وهي انعكاس حقيقي عما يتمحور في ذواتهم من حقد دفين ، وحسد ضغين لشخصيات المنتقدين .
?يحورون كلماتهم ، ويتصيدون أخطائهم ، ويتلقفون هفواتهم ، ويلمزوهم بأسوأ الألقاب ، وينعتوهم بأقبح الصفات ، نصبوا انفسهم في مقام المحاسبين ، وظهروا على شكل الخفافيش المتوحشة في الليل الكئيب.
?يتمنون أن ينساق المنتقدون إلى مستواهم الهابط ، فيستدرجوهم إلى كهوفهم المظلمة ، ليتفردوا بهم لوحدهم ، ويتلذذوا بامتصاص دمائهم ، بدون أن يتعرفوا على هويات أعدائهم ، لأنها خفافيش على شكل الآدميين ، وعملهم من عمل الشياطين.
?وظيفتها امتصاص الدماء ، ضالة للطريق ، وهادمة للخير ، وعاشقة للظلمة والفاشلين ، وكارهة للنور والناجحين ، وتحبط المبادرين والمسارعين ، لا تحمل صفاء القلوب ، ولا تستنير بنور البصيرة ، وسعادتهم بأذية غيرهم ، لا يملكون إرادة ، ولا يأتون بإفادة ، ولا يواجهون البشر إلا في سواد ظلامهم الحالك .
?فهؤلاء ممن ينطبق عليهم قول الله تعالى : {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ} ، فعاشوا مع شياطين إنسهم وجانهم فقال الله عنهم: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ } ، فاشتغلوا بالبهتان والنميمة والغيبة ، وغفلوا عن قول الله تعالى : {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} ، فحتماً ستكون نتيجة أعمالهم ما قال الله عنها : { أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}.
التعليقات 2
2 pings
2016-05-21 في 11:40 ص[3] رابط التعليق
أحسنت بارك الله فيك شيخنا الفاضل
فاضل علي
2016-05-21 في 11:26 م[3] رابط التعليق
سلمت يمناك ياشيخ.