تنقسم الناس في طريقة معيشتها واتخاذ قراراتها إلى أصناف عديدة... إلا أنها قد تسلك طريقين أحاديين في بعض المواقف وههما إما الإقدام وعدم الخوف، وهنا تصنف بالشجاعة، المقدامة، المجازفة، الا مبالية، أو الحذرة المترددة وقد توصف هنا بالمتخاذلة أو الجبانة،
وفي بعض المواقف التي تستوجب الجدية مع كلمة الحق والتي قد تتطلب ممن أعطاك مهلة لإتخاذ القرار بأن يدعك تسلك طريق ثالث، لا إقدام ولا تروي بل ترك الأمر برمته وتخليصك منه تماماً.
وهذا يحدث كثيراً، وأبسط حدوثها في أوساط العمل والأداء الوظيفي، فمثلا حين يكلف المسؤول موظف بمراقبة زملاؤه وكتابة تقرير عن أدائهم المهني، ولا سيما إن كان بين الموظفين متقاعص معروف أو مقصر فيه تجد المكلف بهذا العمل يتردد بين الصراحة في قول أنه مقصر في عمله وبين إخفاء الحقيقة ووصفه بالموظف المستقيم النشيط فيريح باله ويتنصل عن هذا التكليف.
أو قد يجتمع أهالي الحي لرفع شكاية عن تعطل مياه الحي المحلاة إلا ان أحد الجيران يرفض الانضمام الى البقية
أو تقرر مجموعة من الصديقات إسداء نصيحة لواحدة منهن في أمر ما فتتخاذل بعضهن عن تلك المهمة وبشدة،
وهكذا هي كثيرة تلك الأمور والأمثلة التي تسير على النهج الثالث في حياتها وكم من المرات وضع أشخاص في مثل ذلك المأزق واختارت الطريق الثالث بدل من الأول أو الثاني، هي تناقضات تحدث في أغلب المجتمعات في اتخاذ قراراتها لذا تجدها تتذيل بقية المجتمعات المقدامة والفعالة.
في علم النفس ماذا يسمي العلماء هؤلاء؟ وفي علم الإجتماع هل هم من أفراد المجتمع الصلحاء أم من الجبناء، وفي مجال العلم ماذا قدموا من آفاق لتتسع معه دوائره، وكم شخص يعيش حولنا؟
وهل يوجد ما ينذر بظهور هذا السلوك في دواخل من لا يتصف بهكذا صفة في يوم من الأيام؟