الجزء الثالث والأخير
✳ شارك الإمام الباقر (ع) أباه السجّاد(ع) أهدافه وخطواته وأساليبه المتعددة في المرحلة التي استغرقت ثلاثة وثلاثين عاماً والتي تمثّلت في الدعاء والإنفاق والعتق والتربية المباشرة للرقيق والأحرار باعتبارها نشاطاً بارزاً للإمام زين العابدين(ع) خلال هذه المرحلة .
✳ حث الإمام الباقر (ع)شيعته على توطيد على العلاقات والمداومة بين أفراد الجماعة الصالحة ، ونهى عن المقاطعة والهجران وقال (ع): تزاوروا في بيوتكم ، فإن ذلك حياة لأمرنا ، رحم الله عبداً أحيى أمرنا ، وقال (ع) : ما من مؤمنين اهتجرا فوق ثلاث إلاّ وبرئت منهما في الثالثة .
✳ تعد فترة الإمام محمد الباقر(ع) من أهم الفترات التي سعى فيها إلى بناء عملية تربوية صحيحة يتوفر فيها المرتكزات التربوية الأساسية وهي: بناء نظام تربوي مرتكز على مبادئ وأصول الإسلام المحمدي الصحيح، والثاني : المعلم والمربي الكفوء المتمثل بإمامنا محمد بن علي الباقر (ع) الذي سعى إلى إيجاد المرتكز الأهم والأخير بتخريج نخبة من العلماء الأكفاء الذين تتلمذوا على يديه .
✳ أعتبر الإمام الباقر(ع) التقية سلاح المؤمن الواعي لما لها من آثار إيجابية على سير الجماعة الصالحة وتوجيه حركتها نحو إصلاح الواقع وتغييره وحدد مواردها المتعددة وظروفها وأولها الضرورة التي تحدّد استثمارها واستخدامها من حيث الوجوب والاستحباب، ومن حيث المرّة والتكرار ، وبين أن الهدف من التقيّة هو حقن الدماء وحفظها في مواقف ليست ضرورية، وليس لها تأثير على سير حركة الاصلاح والتغيير حيث قال (ع): التقيّة في كل ضرورة.
✳ سعى الإمام محمد الباقر (ع) لإحياء الإيمان وتجديد الأمل بقضية الإمام المهدي (عج) في نفوس محبيه ومريديه وعبر عنها بأنها الحركة الإيجابية المعبرة عن حيويّة الروح المتفائلة بسيادة الحق المغيب حيث هيئ الأذهان وعبئها بالأفكار والطاقات للاشتراك في عملية الخلاص والانتظار لأنه أمر إلهي محتوم، حينما قال : من المحتوم الّذي حتمه الله قيام قائمنا.
✳ أكد الإمام محمد الباقر (ع) على إحياء وحيوية قضية الإمام المهدي (عج) من أجل تعميق القضيّة الكبرى في العقول والنفوس ليحذوها الأمل المتجدد بانتظار الفرج والانقاذ الشامل للعالم من ويلات الظلم والباطل ، وهو من الأمر الإلهي المحتوم حين قال (ع): من المحتوم الّذي حتمه الله قيام قائمنا.
✳ تعددت الروايات التي تحدثت عن مقتل الإمام محمد الباقر (ع) فمنهم من قال بينما اكتفت بعض المصادر أنّ الإمام الباقر استُشهد مسموماً كأبيه ، ولم تذكر الذي باشر ذلك ، وذكرت أُخرى أنّ إبراهيم بن الوليد هو الذي سمّه في حين ذكرت بعضها أنّ هشام بن عبد الملك هو الذي سمّه وهو الأرجح قولاً .
✳ يحمل بقيع الغرقد في كل يوم رسالة محبة وسلام من إمام حق مثل عقيدة الإسلام الحقيقية وإنسانيته الخاصة والعامة لكل أطياف العالم ، يستوجب علينا الرد عليه بتحية السلام والإكرام الأبدية يحمله إليهم حمامه الملائكي المرفرف على قبوره المهدوم.