بعض من الناس عندما يحاورك في موضوع ما, يتكلم وهو على يقين أنه سيدخل الجنة, وأنت ستدخل النار, أمثال هؤلاء من الصعب الاتفاق معهم في نقطة واحدة( أقول تيس يقول حلبه) فهم يحاكمونك بالنوايا وهم عند ربهم من الصادقين, فالاختلاف معهم يعني الخروج عن طاعة الله والارتماء في حضن الشيطان.
ثقافة التشدد هي ليست تشدد كما يراها المتشددين, باعتبار ذلك اقامه الحق لا يأتي إلا القوة والقهر, وهذا ليس محض صدفة , بل مرتبط مباشرة من المحيط الاجتماعي والثقافي الذي تربوا فيه, ومن أبرز علاماتهم هي:
- لغة التخويف
بمعنى الجزاء والعقاب فتجد حديثهم مسلط بشكل مكثف على آيات العذاب والوعيد والموت والنار والعقيدة والانحراف والحذر من كتب الضلال وأئمة الضلال ويطالبونك بتسجيل موقف علني ضد رموز ذلك التيار وفضحهم على رؤوس الخلائق!!
- الحكم على النوايا
ويكون ذلك من خلال التصور الذهني الناتج من حوار فكري أو ديني أو ثقافي خارج إطار المتعارف عند أهل العلم, وهذا يقع فيه كثير من العوا م واشباه العوام ممن ينتسب الى طلب العلم للأسف, في حين تغيب نظرة إحسان الظن التي هي عنوان الأخوة في الإسلام.
- العبادة بالكم وليس بالنوع
هكذا عنوانهم إقامه كل مستحب وواجب بطريقة تدعو للرفق بهم, يقول الإمام علي عليه السلام (نَبَّهْ بَالتَفَكُّرِ قَلْبَكَ وَجافِ عَنِ اللَّيْلِ جَنْبَكَ وَاتَّقِ اللهَ رَبَّكَ)وما يثير الاستغراب أن عنوان المؤمن عندهم بالارتباط بالله دون فكر , فصلاة 1000 ركعة هي أحب إلى الله من تفكر ساعة حتى لو قلنا أن التفكير له مساحة في حياتهم فهو متعلق حول حجم الاختلاط وعمل المرأة والانحلال الاخلاقي في المجتمع ؟!
- تعطيل جانب التفكير
والتفكر أفضل عبادة القائمة على معرفة الله في أرضه فالتفكُّر هو مفتاح أبواب المعارف وخزائن الكمالات والانطلاق نحو أفق أوسع وهذا لن يتحقق إلا بالاطلاع والقراءة والانفتاح وليس الذوبان في الآخر, يقول المفكر الاسلامي ابراهيم البليهي الأصل في تفكير الإنسان انه محكوم بقضبان العادات الذهنية فلا يخرج عن القضبان الا بصدمه تنتشله من الغبطة البليدة
- احتكار الحق
بمعنى حصر الفتوى و الاجتهاد و التحليل و التحريم لهم و لا قيمة للمخالفين في التيارات الأخرى وأحياناً في نفس التيار الواحد
- البحث عن اعداء جدد
ويأتي ذلك من قص ولصق المخالف بتهم فهمت منه بطريقة خاطئة في حوار ما أو نقاش فكري ما, حتى يسقط اجتماعيا ودينياً وأقرب تهمه ممكن أن تلصق به ( حداثي)- مسكين راح في خرايطها- أو على قول المثل الشعبي (تجيك التهايم و أنت نايم)
لغة التشدد مرفوضة ومبغوضة دينياً فكيف ثقافياً لأنها تنفر الناس من الدين. الآن ما أحوجنا لنرغب المجتمع بالإسلام السمح والشمائل المحمدية وتقديم ثقافة الحب والتسامح مع الجميع حتى ولو كانوا في طريق الانحراف لعلى وعسى يرجعون لماكانت عليها فطرتهم السليمة التي طمستها ثقافة الاقصاء والتسقيط..
التعليقات 1
1 pings
2016-04-08 في 8:49 ص[3] رابط التعليق
بورك قلمك أخي … أحسنت على هذا الطرح