يقول الامام الصادق عليه السلام
(ان للقلب أذنين، فإذا هم العبد بذنب قال له روح الإيمان لا تفعل، وقال له الشيطان أفعل )
الضمير واعظ القلب كما سماه الامام الصادق في احدى احاديثه ، وروح الإيمان كما يسميه في قوله هذا ' وهو إحدى الغرائز التي نشأت مع الإنسان منذ يومه الأول وتدرجت معه في عصوره، وتطورت معه في تطور أحواله وغرائزه.
والضمير بالمعنى اللغوي هي المحاسبة الحسية للنفس باستحسان كل ما هو حسنٌ واستقباح كل ما هو قبيح ، حيث أن النفس مارقة خبيثة تتبع الأهواء والشهوات من دون أي مبالاة لأي دينٍ أو قِيَّم أو خُلق .
للضمير وازع داخلي، وسلطة داخلية تراقب أعمال الإنسان الخارجية فتحكم لها أو عليها ' وهو مركز التوجيه عنده ' يعظه ويوجهه ،يقود نياته ومقاصده وأفعاله ' ويضيء علاقاته بربه ومن ثم الآخرين ' وهو شعور نفسي داخلي تنعكس عليه أعمال المرء فيرى فيها تقدير هذه الأعمال ليتسنى له أن يحكم عليها بالخير أو الشر.
للضمير قوتان متقابلتان يشعر الإنسان بوجودهما ( قبل العمل وبعده ) قد يتوجه الإنسان إلى عمل يرضى به عاطفته او غريزته فيرى نفسه حينذاك بين قوتين متقابلتين تحثه إحداهما على العمل وتحذره الأخرى منه ' وتتفاضل هاتان القوتان بمقدار ما في الإنسان من ميل إلى الخير أو إلى الشر، فأثره قبل العمل (حث أو تحذير) وبعد حصول العمل (ارتياح أو تأنيب)
&كيفيفة تقوية الضمير او إضعافه
للضمير قوة بسيطة تتقوى بالتمرين، والمحافظة على الواجبات وأتباع الأنظمة، حتى تسيطر على جميع القوى وتحكم على الغرائز ، وتضعف بالمخالفة والإهمال حتى يخفت الصوت ويموت الضمير، ونعني بموت الضمير إنعدام أثر هذه القوة لا إنعدام وجودها فإن الضمير إذا تتابعت عليه الصدمات والمخالفات يخفت صوته، فلا يبعث إلى فعل خير, ولا يحذر من عمل شر، وهذا ما نسميه بموت الضمير.
كما إن الاستغراق في حب الدنيا وملذاتها يُذهب النفس ويصرفها عن حب الله والتأهب للآخرة ، وعلاج ذلك هو إحياء الضمير الذي هو بالنسية للإنسان كالماء بالنسبة للسمك ، فمتى ما فارق السمك الماء فارقته الحياة.
وكذلك الضمير… إذا فقده الإنسان ماتت إنسانيته ، لأن الضمير الإنساني الداخلي الحي هو قوة فطرية بالغة الأثر أودعها الله في النفس وهو مفتاحها نحو كل عمل صالح