ما إن تسمع كلمة تعصب إلا وتجرك هذا الكلمة وتزج بك في حفرة مظلمة شديدة العتمة .. لا ترى فيها أحد ولا تسمع فيها إلا صوتك . وفي الآونة الأخيرة أشتدت وتيرة التعصب بأشكاله وألوانه ووصل للبيوت وبين الأخوة بعد ما كان في القرون الماضية وحسب ما قرأنا في سير السابقين بأنه كان تعصب قبلي قبيلة ضد قبيلة وكانت تزهق أرواح جراء هذا التعصب وكانت تصل نيران ذلك لسبي النساء وبيع الأطفال وقتل الشيوخ كان ذلك في الجاهلية , لكن لم نكن نتوقع أن يزحف هذا الدآب ويتخطى تلك العصور ويصل إلينا .
استعرض لكم اصغر أنواع التعصب وما ينتج عنه وما يخلفه من آثار قد تصل في بعض الأحيان إلى إزهاق الأنفس . التعصب الرياضي وآه من هذا التعصب الذي الذي فردت له الجرائد صفحاتها وتحولت رياضاتنا من متعة وتسلية إلى مؤامرات وتشكيك بالذمم وتهديد وضغينة وتفرقة وما شابه ذلك .. ما دعاني اكتب هذا الموضوع هو ما آثير سابقاً عن أحد الحكام في دوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين عندما وضع صورة طفلته التي لا يتجاوز عمرها السنتين في إحد مواقع التواصل الاجتماعي وانهالت عليه الردود وكأنها صاعقة على هذا الحكم وعلى متابعيه وعلى من ليس له صلة بالرياضة عندما علق بعض الشرذمة من الجهلاء والمتعصبين بالسب والشتم وأخذوا يكيلون له بأنواع الشتائم .. وتعدى الأمر من الشتائم إلى أن وصل إلى نقطة لا يمكن للإنسان ان يتجرئ على لفظها إلا إذا كان قد تجرد من الإنسانية عندما قام هؤلاء الشرذمة بالدعاوي على الحكم بفقد طفلته وهلاكها .. لا حول ولا قوة إلا بالله طفلة لم يتجاوز عمرها السنتين أي ذنب اقترفت وكم قلب حرقوا بهذه الدعوات المؤلمة .. هذا أصغر نوع من أنواع التعصب وانظروا كم خلّف من آلام وأضرار سواء كان لعائلة هذه الطفلة او لعامة الناس الشرفاء ..
أحبتي هذا أصغر نوع من أنواع التعصب .. إذا ماذا تفعل الأنواع الأخرى من التعصبات .. أنها قنابل موقوتة تفتك بأجيالنا .. ساعدوا من سقط في حفرة التعصب أستخرجوه لكي يرى النور اخلعوا النظارات السوداء دعونا نرمم وحدتنا بنبذنا لأنواع التعصب المقيتة ذات الرائحة الكريهة .. رب احفظ وحدتنا ولا تفرق بيننا أنك على كل شيء قدير.
التعليقات 2
2 pings
جاسم الاحمد
2016-03-24 في 9:08 م[3] رابط التعليق
كلام جميل
الحر
2016-03-25 في 5:45 ص[3] رابط التعليق
احسنت عزيزي ابو احمد
نحن في الاونة الاخيرة نعاني من اخطر انواع التعصب الا وهو الحقد الطائفي المقيت المؤدي الى القتل بشتى انواعه وبأشد صوره و على اساس طائفي.