عندما نعرف الشخصية نقول هي مجموعة من الصفات الجسدية و النفسية(موروثة و مكتسبة) من العادات و التقاليد و القيم و العواطف تتفاعل مع بعضها البعض, كما أنها مزيج منوع من الدوافع والميول و العقل و العواطف و الآراء و العقائد و الأفكار و الاستعدادات و القدرات و المشاعر و الاحاسيس و السمات أي منظومة واسعة من البناء الإنساني وذلك انطلاقاً من الآية المباركة (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6)
يمتاز بعض الناس بالشخصية الكاريزمية وهي بلا شك محط إعجاب شريحة كبيرة في المجتمع ,فهي تملك من المقومات ما تملك من الأسلوب الجذاب والشكل الأخذ والتحدث بطريقة ساحرة وملفتة , نتيجة خبرات وتراكمات ثقافية وفكرية واجتماعية وأمثال هؤلاء في المجتمع قلة قليلة. تخضع شخصية الإنسان لعوامل ثلاثة وهي السمات الرئيسية له وهي جسمانية ونفسية وخارجية.
الكاريزما مصطلح يوناني مشتق من كلمة نعمة، أي هبة إلهية تجعل المرء مُفضلاً لجاذبيته في الحديث أي الثقة بالنفس وما يأتي بعدها من تطوير للذات.
وقع الاختلاف بين من يرى منحه من الله يمنحها من يشاء من عباده المخلصين , ومنهم من قال أنها صفة مكتسبة ومهارة تولد من الأيام والسنين.
ولكم أن تتخيلوا إنساناً فاشلاً لا يملك أدني مقومات الشخصية الكاريزمية, سوى قربه من الكبار بين قوسين, فيقوم بالنصح والزجر والرد على أصحاب الاختصاص, حتى ولوكان ركيكاً, أمثال هؤلاء أفضل وصف نطلق عليهم ( عنز الشيوخ نطاحه)
فأنت أيها المفوه وصاحب الشهادات والأوسمة مالك إلا الاستسلام والخضوع لهم خوفاً من نطحة قاتلة تودي بك إلى عالم الآخرة( ابلعها وأنت ساكت!!)
لذا من المهم الحذر في التعامل مع أولئك المضطربين نفسياً في اتخاذ قرارتهم وعدم استقرار ثقافتهم على لوناً واحداً, ولعل أبرز صفاتهم وعلاماتهم تكمن في الرفض التام للنقد باعتبار ذلك تقليل من شأنهم ويعتقدون كذلك أنه أقل شأن من الآخرين وبالحوار معهم تجد أنه يبني قراراته على أدلة ضعيفة إن لم تكن وهمية وبمجرد الخلاف معهم في وجهات النظر يرد عليك بقسوة ويكون همه غالباً الانتقام وتصدي الأخطاء.
بالنتيجة شخصية الإنسان وليدة بيئته التي تربى بها واخذ الدروس منها وهو نتاج إرهاصات فكرية واجتماعية وثقافية ودينية ساهمت بشكل أو بآخر في بناء ثقافة الفرد بالبناء أو الهدم.