كلنا معرضين للخطأ وخير الخطائين التوابون, فما من إنسان على وجه المعمورة إلا وله حسنات وسيئات إيجابيات وسلبيات خير وشر, وبالتالي من الإنصاف إعطاء كل ذي حقاً حقه هذا فعلاً إذا استطاعنا تجريد أنفسنا من هوى النفس والانطلاق في الشعور نحو الآخر سواء إ تفقنا معه أو اختلافنا فهذا لا يعني عدم ذكر محاسنه عند التعرض لشخصه دون وجه إنصاف, فالغاية هي إيجاد قنوات تواصل مع كافة أفراد المجتمع .
فئة من الناس لا أدري ماذا أسميهم فالاختلاف معهم يعني الحرب والتسقيط وتصيد الأخطاء والزلات فهم مستعدون أن يفرقون أنفسهم لطاعة إبليس وأقصد بذلك أولئك المرضى النفسيين المتغلغلين في أوساط ثقافتهم فهم متربصون بك وبغيرك بمجرد إلقائك محاضرة دينية أو قصيدة شعرية أو موضوعاً فكرياً, حتى ويرمونك بسهامهم السامة, فهم يدركون أن الحق معك ولكن لايأخذونه منك بل من آخرين. المتربصون في هذا الزمن المر كثر وثقافتهم قائمة على تصيد الأخطاء وإبراز النقاط السوداء والتركيز عليها وتضخيمها إلى حد الانتفاخ وتصغير الجوانب الإيجابية ووضعها في خانة أنت لست أهل للثقة.
ويدركون أن الغاية من الثقافة التربصية إيجاد فجوة ثقافية يلعب بها أصحاب المصالح والنفوذ والضحية بكل تأكيد هم المساكين العظام الذين لاهم لهم إلا تمجيد رموز دون رموز وشخصيات دون شخصيات.
والشواهد على ذلك كثيرة وهي للأسف تمتد وتتمدد عند كافة شرائح المجتمع المختلفة مذهبية وفكرية وثقافية وعلمية ومن يملك أدوات القراءة الدقيقة للمشهد يدرك معنى كلامي.
لقد أكد القرآن الكريم على قول كلمة الحق حتى مع من تختلف معهم وعدم الذوبان في تكريس تسقيط الآخرين وخير شاهد قوله تعالى ولاَ يجرْ منكٌم شآنٌ قوم ٍ على ألاَّ تعدلُوا عدلُوا هُو أقربُ للتَّقوى و كذلك الآية المباركة وإذا قلْتٌّم فاعْدلُواْ. وذمه أولئك الذين يتعرضون لتشويه وتقطيع وإساءة المختلفين معهم والتربص لكل صغيرة وكبيرة والمساهمة في تأويلها بالخطأ( الَّذِينِ جَعَلُوا القرْآنَ عِضِينَ- أي ناقص المعنى ومجتزأ)
ويرى علماء النفس البشرى في تعريفهم لأمثال هؤلاء المتربصين بأنهم مرضى نفسيون وسلوكهم مشين ينطلق من ثقافة النقص وكره الناجحين وإشعال شتى اشكال الخلافات الدينية والثقافية فيجدون لذتهم الحقيقة في إذكاء نار الصراعات والفتنة بين المجتمع الواحد وهو بطبيعة الحال ناتج من إحباطات وضغوط نفسية.
من يقرأ في ثقافة المتربصين يجد أنهم مسخرين وقتهم في البحث في أخطاء الماضي ونبشها وعدم غفران زلات الآخر كونه لايدرو في فلكهم يقول بشار ابن برد إذا كنتَ في كُلِّ الأُمُورِ مُعاتِباً صَدِيقَكَ، لم تَلْقَ الذي لا تُعاتِبُهْ, فعِشْ واِحداً، أو صِلْ أخاك، فإنَّهُ مُقارِفُ ذَنْبٍ تارَةً ومُجانِبُهْ
التعليقات 1
1 pings
غير معروف
2016-02-22 في 5:21 م[3] رابط التعليق
مع كل اسف لا يكاد مجتمع يخلو من هؤلاء المرضى الذين ديدنهم فقط البحث عن اخطاء الاخرين تحت حجج كثيرة