.
لا يكاد يمر يوم وانت تتصفح الانترنت او الفيسبوك او القروبات وغيرها من وسائل.... الا وتجد الرجال والشباب شمروا عن اهتماماتهم وانشطتهم المحببة بالدخول في بندول النساء والحديث بشكل مسهب فمرة عن حقوقهن ومرة عن جمالهن واخرى عن مصائبهن وهياطهن وانواعهن ورعايتهن وقيادتهن وقصفهن بالاشعار والغزل وكأنما لا يروق للرجال الا الحديث عنهن فهن الشغل الشاغل لجهابذة العرب العاربة....!!
.
فقد فهمنا انها نصف المجتمع واصله ولها حقوق وعليها واجبات وهي الام والمربية والزوجة والاخت والبنت.... ولكن ماذا بعد ؟
.
يظل الانسان العربي يدور في دائرة مغلقة ومفرغة مثل بندول الساعة ذهاباً واياباً بأحاديث مكررة وباهتة من المفترض ان تكون بديهية قد تجاوزتها البشرية منذ زمن وتغيرت اهتماماتهم الى ما هو اهم .... هذه المرأة التي شغلت القلوب والعيون لها الاحترام والتقدير على ما قدمت وبذلت من تضحيات وجهود لذا الجنة تحت أقدامها .. فدعوها وشأنها فهي بخير وتعرف مالها وما عليها وهي تتقدم للأمام في شتى الميادين.
.
أما أنتم معشر الرجال وأصحاب الشرف والفزعات ركزوا واهتموا بما يليق بكم من علوم حقيقية وتنمية وقراءة ما يحسن من أوضاعكم ودخلكم وعقولكم وإيمانكم وطريقة تفكيركم مما يخلق لديكم إدراك وإرادة وقوة شخصية توجهها حيث تريد ولصالحك لا حيث ما يريد اصحاب برنامج البندول النسائي وإغراقكم في أجواء النساء والاهتمام الوهمي بهن وقصص الحب الهيامي والدراما ثم الدمار النفسي لحد الاعاقة والعجز وتارة يتم توجيهكم بالريموت كنترول من بعد نحو بندول شهوة الأكل واخبار افتتاح المطاعم والمقاهي أو أجواء الصراعات والخلافات المذهبية أو الترفيه المفرط أو توافه الأحداث وضياع الوقت من دون عمل وإنتاجية .
.
الانسان العربي يقرأ اقل من كتاب في السنة بينما الياباني يقرأ بمعدل 80 كتاب في السنة! نعم هذا هو الفارق وسر التقدم بيننا وبينهم فالقراءة الواعية تفتح آفاق جديدة للانسان وتنمي قدراته الذهنية والعملية خصوصا ان كانت في مجالات هامة يحتاجها في حياته لتصعد به نحو الافضل وتحسن من مستواه بشكل مستمر فالعلوم باتت اليوم سهلة الإقتناء وفي متناول اليد كل ما في الامر توجيه تلك البوصلة والبندول نحو العلم والمعرفة بفعالية بدلا من احاديث النساء والاكل والصراعات التي لا تنتهي....
.
ان كانت بيئتنا لا تساعد على ذلك ولا يوجد فيها أجواء وبندولات علمية بكثافة فهذا صحيح الى حد ما ولكن ليس مبرراً للهروب منها فكل إنسان على نفسه بصيرا , ويستطيع أن يخلق الاجواء التي تناسبه وتهمه وان لا يتبع العقل الجمعي الخاطئ الذي يتبعه أكثر الناس فلتميز نفسك عن غيرك وتكون لك علامتك الخاصة في المجتمع أو العالم حتى ان اردت ذلك .
.
يجب أن يعيد الرجال برمجة اهتماماتهم العلمية والعقلية فالإنسان العربي بطبيعته اجتماعي وعاطفي وهذا ليس بعيب بل تميزه بالرحمة وحب الآخرين ولكن اذا زاد الشيئ على حده انقلب ضده فانتبه لما تفكر فيه طوال الوقت وما هو الشيئ الذي يستهلك طاقتك وتفكيرك ونشاطك هل هو مفيد وايجابي أم مضيعة للوقت وسلبي فإن لم تعمل ما تريد فإن الاخرين سيأخذونك حيث يريدون .
..
شاهد... قبل فترة ولمدة اسبوع وأنا منهمك في قراءة مواضيع ومعلومات فضائية وكونية وآخر المستجدات والاخبار الفلكية اتنقل بين الكواكب والنجوم والمجرات ذات الأحجام الهائلة وأدلة توسع الكون وفيزياء الكم والكمومية ونظريات الثقوب السوداء حتى كاد أحد الثقوب أن يجذبني لداخله الا أنني تغلبت على جاذبيته التي لا يفلت منها حتى الضوء فعشت اجواء مذهلة ومثيرة رافقتني حتى في المنام فضلاً عن اليقظة مبتعداً عن الاجواء الارضية ومشاكلها .
.
وذات يوم وأنا في تلك اللحظات الكونية الرائعة وصلت متعباً الى أقصى نقطة بدأ فيها الزمان اي قبل حوالي 13.8 مليار سنة في نظرية الانفجار العظيم التي نشأ عنها الكون الحالي وبالتحديد عند بيضة مضغوطة وساخنة بشكل لا يتصور تتكون من المادة والطاقة بحجم ملي متر وقبل أن يحدث الانفجار العظيم بلحظات وأنا في حالة مراقبة متلهفة لأعظم حدث لم يشهده أحدٌ الا الله خالق الكون ومبدعه وإذا بموجة هاتفية قادمة من جهة مجرة درب التبانة وبالتحديد من كوكب الارض ترجمتها تقول : ارجع للارض حان وقت الاكل. كدت انفجر من القهر والظلم والمقاطعة عندها أحسست بالحرمان وكأنما دخلت فعلا في ثقب اسود فشاهدت روحي تسرع اسرع من سرعة الضوء فرحة لأني سأعبر خلاله الى عالم آخر وسأكون اول من يكتشفه واذا به نقلني لمكتبي في المنزل امام الشاشة أجر أذيال الخيبة كل ذلك بسبب بندول النساء والاكل ..
.
ولكن في الحقيقة اعترف ان هذا البندول انقذني من حرارة الانفجار الهائلة لو كنت هناك حينها ما كنت هنا اصلا لاكتب هذه الخربشة العلمية .
التعليقات 2
2 pings
أحمد
2016-02-11 في 4:52 م[3] رابط التعليق
مقالك جداً جميل ورائع بس ما له علاقة بالنساء
ثم كيف تريد منا أن لا ننشغل بالنساء ؟ هذه أنانية !
وهل الحياة بدون النساء تطاق؟!
عبدالله حسين البراهيم
2016-02-11 في 9:22 م[3] رابط التعليق
شكرا على التعليق ?
لو قرأت ما بين السطور جيدا انا لم ادعو للانانية واهمال حقوقهن ولكن كل يهتم بشأنه فالرجال لهم دور في الحياة واهتمامات والنساء ايضا لهم اهتمامات مختلفة فلا يجب ان ينشغل الرجل بامور النساء الخاصة وملاحقتهم ..
بالمختصر ان الانسان العربي منغمس بالاحاديث عن النساء واوضاعهن طوال الوقتمختلفة وبلهفة وفي كل مكان اكثر من اللازم مقارنة بالاحاديث عن العلوم والتطوير وما يرفع من الوعي..
وهذا سبب تخلفنا نهتم بغير المهم مثل النساء والاكل والخلافات المذهبية… ونغيب عقولنا عن الاهم والمهمة التي خلقنا الله من اجلها وهي تعمير الارض خيرا بالعلم والتفكير والابداع فهذا ما يستحق الاهتمام والنشاط وبذل الجهد والوقت. فنحن امة الماضي وهم امة المستقبل.