يستحب في صبيحة يوم الجمعة قراءة سورة الرحمن كما ورد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة الرحمن فقال عند كل " فبأي آلاء ربكما تكذبان ": لا بشئ من آلائك رب اكذب، فان قرأها ليلا ثم مات مات شهيدا، وإن قرأها نهارا فمات مات شهيدا.
أن نقول ونكرر (لا بشئ من آلآئك رب أكذب) بعد كل آية تقول فبأي آلائك ربكما تكذبان هذا التكرار هو بمثابة الإقرار منا لرب العباد بأنَ جميع آلآئه حق وواقع نعيشه ولا نكذبه أبدا وهو بمثابة العهد بيننا وبين خالقنا أن نشكره على هذه النعم التي تفضل بها علينا إذ خلق لنا عينان ولسان وشفتين ومياه وطعام ومروج وبحار وغيرها من النعم التي أحصيت في سورة الرحمن والتي لا يستطيع أي إنسان فضلا عن كونه مؤمن بالله إلا أن يقر بوجودها.
وكل ذلك لاجدل فيه ولا خلاف إلا أن الخلاف يقع كعتاب علينا نحن نعرف ونقر بهذه النعم ويأتي علينا وقت وننساها بل ننسى أننا مغدق علينا بها من الله تعالى بصورة مستمرة فترانا نضج مع أول بلاء أو مشكلة أو مصيبة تواجهنا ونجزع من وجع الأيام وننسب سوء الحظ الى الزمان بل ويتعدى الأمر أحيانا الى أن نقول أحيانا (مافرحتني الدنيا يوما) أو (لماذا أنا فقط) وغيرها من العبارات التي تجحد حقيقة كل أنعم الله على الإنسان
فلو صور الانسان نفسه في ساعة ألمه هذه وأخذ بجولة فاحصة في ذات الساعة على العالم كله لوجد أن في هذه الساعة كم من شخص يعالج سكرات الموت أو متحير في جبهات القتال أو محزون يطالب في السجون أو تحت وطئة النار من غزو أو تشريد أو مخطوف أو يفعل به فاعلة أو تحرق جسده نار اشتعلت بداره أو تحت حطام حديد سيارته إثر حادث ما أو في غرفة العمليات ينتظر فرج الدعاء له بالشفاء وغيرها الكثير الكثير من الصور التي تصورها في ذات ساعته التي وضع نفسه فيها وهو في خلو من ذلك كله.
أليس جدير بالأمر أن يَستحقر ألمه هذا وأن يسجد لله شكرآ على ما أعطاه فهو أفضل بكثير من غيره وهكذا لو كل شخص قال (الحمد لله أنا أفضل حال من غيري) لتغيرت الدنيا ولأصبح الإنسان يعيش رغد الحياة بلا هموم ولا غموم.
ولكن مابالنا لانعلم وقد نعلم، ولا نفهم وقد نفهم، ولكننا لا نعلم !!
"أفهل يستوي اللذين يعلمون واللذين لا يعلمون" ?
التعليقات 2
2 pings
فاضل علي
2016-02-07 في 12:49 ص[3] رابط التعليق
احسنتي لكل شي بعد و لو تدبر الانسان في اعماله لتغير فيه الكثير الكثير،،،
2016-02-10 في 5:41 ص[3] رابط التعليق
بورك في تواجدك وتعليقك أخي الكريم