يضج المجتمع حولنا بالكثير من الشخصيات التي قد تصادفنا بشكل شخصي أو تمر علينا مرور الكرام كصور مختلفة نراها بزوايا متعددة وفي أماكن مختلفة من عالمنا
في مجتمعي يقال على من لا يحسن الأدب بفقير أو (قليل الأدب) وبنظرة سريعة عمن تشملهم العبارة نعرف بأنهم فقراء بحاجة ماسة للمساعدة ليخرجوا من بوتقة الفقر الى رحب الغنى الذي سيثري عليهم غدق الخلق الكريم
فالفتاة التي تقلب البضاعة وقد نزل كم عباءتها أمام نظر البائع دون أن تبالي لما بدر منها هي فقيرة تحتاج الى مساعدة والشاب الذي يوكز مسن من أجل التباهي فقط بفتوته وريعان شبابه هو كذلك
المتشدق بآرائه والمعزز لها دون وجود دليل ودون الإنصات لآراء الآخرين فقير حد الفقر ومن يقطع الإشارة أومن يتجاوزك بسيارته يمينا وشمالاً أو يأخذ دورك في المصعد أو عند شبابيك الانتظار كلهم فقراء يحتاجون الى مساعدات فورية كذلك سارقو الأحلام ومحبطو الهمم ومحجمو القدرات ينظمون الى لائحة الفقراء ذاتهم
أما أكثرهم فقرا فهو صاحب الشيء تطلبه بعض من الشيء فلا يعطيك شيء كصاحب العلم حين تسأله علما فيبخل عليك بعلمه أو صاحب المال يعزه على محتاجي بلاده أو صاحب الحب والعطاء يحتفظ به لنفسه فيجوع من حوله، الأدب الذي جاءت به شرائع السماء السمحاء والذي من شأنه أن يهذب هذه الأمه بات يُقتل شيئا فشيئا بتصرفات الناس اليومية دون أن تحاسب نفسها ظننا منها أن الفقراء هم فقط فقراء المال الذين تحدثت عنهم الآيات وتطبق عليهم الأحكام كالصدقة والزكاة وغيرها غائب عن أذهان الكثيرين أن المال يزول كما يزول الشفق في مساء كل يوم وإن عاد وتكرر فمصيره النهائي الزوال الحتمي بينما الأخلاق تبقى وتدوم كما يدوم حب الوالدين لأبنائهم مهما حصل منهم.
ترى ما الحل مع هؤلاء وما الطريقة المثلى للأخذ بهم الى ساحة الغنى؟ قرات سابقاً بأن تجاهل هؤلاء أفضل حلا لهم لكني لم أعتقد بهذا أنه حلا، فهو مخدر مؤقت فقط يساعد الشخص على تجاوز الإهانة بينما لا يخرج المتسبب في الإهانة مما هو فيه
البعض قد يقول انها من التربية فسيعود بالمشكلة الى دور الوالدين في تربية أبنائهم بينما سيقول البعض الآخر أن للمجتمع دورا أيضا فعندما نخضع هؤلاء الى الكثير من الدورات التي تنتقد أفعالهم قد يعودون الى أنفسهم فتنبت شجرة الأخلاق وتورق فيهم وقد يترك البعض الأمر للزمن وحوادثه فيقول بان الزمن كفيل بأن يربي هؤلاء الأشخاص من خلال التجارب التي ستلحق بهم والنتائج التي سيجنونها من الهجر أو القطيعة أو الحرمان او ما شابه، كلها قد تبدو حلول جيدة أضف اليها اللجوء الى الدين فحاجة البشر الى دين يسن قوانين أخلاقية يؤمنون بها كفيلة بان تربي أي إنسان عجز والديه عن تربيته أو فشلت كل محاولات المجتمع إصلاحه، وكل الشرائع السماوية أتت مهذبة فقط تحتاج من يلتمس منها التهذيب ليجنب نفسه لائحة فقراء الأدب.
التعليقات 10
10 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
عبدالمحسن الأحمد
2016-01-08 في 8:44 م[3] رابط التعليق
احسنتي اختي سهام طاهر مقال جمييييل
2016-01-09 في 8:44 ص[3] رابط التعليق
أشكر ذائقتك اخي الكريم .
غير معروف
2017-03-15 في 7:59 ص[3] رابط التعليق
روعه بارك الله فيكى اخت سهام
فاضل علي
2016-01-09 في 7:17 ص[3] رابط التعليق
مقال جميل،
2016-01-09 في 3:59 م[3] رابط التعليق
أشكر حضورك
عيسى محمد بوشاجع
2016-01-09 في 10:43 ص[3] رابط التعليق
مقال روعه وجميل اشكركي اختي وجزاك الله الف خير علي هذه الاطروحة الجميلة جزاك الله الف خير
2016-01-09 في 3:59 م[3] رابط التعليق
سلمت على هذا التعليق أشكر ذائقتك أخي
2016-01-09 في 1:37 م[3] رابط التعليق
نعم الغنى غنى النفس المتسلحة بالدين والاخلاق والقيم ومحترمة لذاتها وللأخرين
أما هؤلاء الفقراء فأمامهم شقاء كبير في الدنيا والاخرة إن لم يتداركوا أنفسهم ليهذبوها ويربوها من جديد .
مقال راقي دعواتي لك بالتوفيق
2016-01-09 في 4:01 م[3] رابط التعليق
أحسنت نعم الغنى غنى النفس والاخلاق …. مرورك مقالي غنى أيضا أشكر هذا المرور .
غير معروف
2017-03-15 في 7:58 ص[3] رابط التعليق
روعه من الجمال بارك الله فيكى