كان مرتقب الظهور في زمن ما موصوف بصفات شكلية قبل أن يولد (لا بالطويل الشاهق ولا بالقصير اللاصق ابيض اللون، مليح الكون، مشرب الحمرة مدور الوجه، أقنى الأنف ادعج العينين أزج الحاجبين، اشعر الذراعين، براق الجبين، كحيل العينين، باسط اليدين عظيم المنكبين، فلج الثنايا كأن عنقه إبريق فضة، رزين العقل، خفيف النفس، جعد الشعر شديد السواد كالليل المظلم، وله شعرتان نازلتان متصلتان في شحمة إذنيه)
فرحت الناس بمولده واستبشرت العلماء بمقدمه وترنمت بباقي صفاته الخلقية (حسن الخلق ، حديد الطرف ، جميل الأنام حلو الكلام، ركن الإسلام ، يبدأ بالسلام رسول الملك العلام ، مفني البدائع ومظهر الشرائع ، فاسخ الملل والدول ، كثير الحياء واسع الصدر ، دائم البكاء كثير الذكر إلى الله تعالى ، أمين رب السماء ، كاتم السر خاتم البر ، جزيل العطاء زاهدة نفسه) الموعود من قبل رب السماء وخاتم الأنبياء إنه صاحب آخر الرسالات محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم المرسول الى كافة الناس رحمة بهم أجمعين كما قال الله تعالى (ما كان محمد أبا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)
أبوه عبد الله، وجده لأبيه عبد المطلب، وأمّه آمنة، وجدّه الاُمّه وهب وأعمامه تسعة وهم الحارث، والزبير، وأبو طالب، واسمه عبد مناف، وحمزة، والغيداق، وضرار، والمقوم، وأبو لهب واسمه عبد العزى، والعبّاس، وجميع أعمامه إخوة لأبيه من جهة الأب فقط، ما عدا أبا طالب فإنّه أخ لأبيه من جهة الأب والاُمّ، أما عمّاته فهن ستّ. أميمة، وأمّ حكيم، وبرة، وعاتكة، وصفيّة، وأروى وليس لآمنة بنت وهب أخ أو أخت ليكون للنبي خالاً أو خالة، ولم تلد آمنة غيره، ليكون هو عمّاً أو خالاً لغيره.
ولد بعد وفاة أبيه بالمدينة، وكانت ولادته يوم الجمعة عند طلوع الشمس في السابع عشر من ربيع الأوّل، عام الفيل وأيّام ملك الفرس أنو شروان وعاش ثلاثاً وستّين سنة، منها 6 سنوات مع أمّه، و8 مع جدّه عبد المطلب، و42 مع عمّه أبي طالب، منها 17 في بيته، وحوالي 25 في بيت خديجة زوجته الاُولى، وبقي بعد عمّه في مكة 3 سنوات، وفي المدينة 10 سنوات.
وبعث في اليوم السابع والعشرين من رجب، وله من العمر 40 سنة.
شهد التاريخ بان حياته كانت مشحونة بسلسلة من الحوادث العجيبة التي تعدّ بأجمعها من كراماته صلى اله عليه وآله وسلم، وتدل على أن حياته لم تكن حياة عادية، فقد نقل المؤرخون عن «حليمة السعدية» ان النبي الأكرم صلى اله عليه وآله وسلم كان لا يرتضع إلا من ثديها الأيمن وحينما يكون خالياً من اللبن وتريد ان ترضعه من الأيسر لا يأخذه فتعيده إلى الأيمن فلما يتناوله يمتلئ باللبن حتى يملأ شدقيه فكان يدهش الجميع.
التقى عنمه أبو طالب مع راهب نصراني يسكن في «بصرا» فقال لأبي طالب عليه السلام: انه كان لابن أخيك هذا شأن عظيم، نجده في كتبنا وما روينا عن آبائنا، هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين، يبعثه رحمة للعالمين، احذر عليه اليهود لأن رأوه وعرفوا منه ما أعرف ليقصدن قتله فعاد به أبو طالب إلى مكة وعكف على رعايته وحفظه من كل ما يدعوا إلى الريبة فكان يغير موضع نومه ويضع أحد ولديه في مكانه كي لا يتعرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى سوء من غدر غادر.
وفي شبابه صلى الله عليه وآله وسلم رغبّه عمه بالاتجار في مال خديجة بنت خويلد ولقد كانت: «امرأة حازمة لبيبة شريفة وهي يومئذ أوسط نساء قريش نسباً وأعظمهم شرفاً وأكثرهم مالاً وكل قومها كان حريصاً على الاقتران بها لو يقدروا عليه» ثم تزوج بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان له من العمر 25 سنة فوهبت جميع مالها وخدمها لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ولقد أنفق جميع هذا المال على المسلمين بعد البعثة ولاسيما في فترة حجرهم في شعب أبي طالب.
ولما بلغ صلى الله عليه وآله وسلم الأربعين من عمره نزل عليه الوحي وهو في غار حراء بقوله تعالى: «إقراء باسم ربك الذي خلق» وكان ذلك في يوم 27 رجب، الموافق سنة 610 ميلادية ومن بعد هذا التاريخ عرفت عنه النبوة وتجلت بكلماته وتعاليمه الرسالة المحمدية وانتشر الدين الاسلامي الى الكثيرين في أحداث وقصص تاريخية مدونة في الكتب ومروية على ألسن الكثيرين تخللتها الكثير من الأزمات والانفراجات حتى يومنا هذا وقد أتم الله وعده في حفظ هذا الدين الذي أتى ذلك الرجل العظيم والذي عهد به الى أبنائه من بنته فاطمة الزهراء عليها السلام وزوجها الامام علي عليه السلام من أول الأسباط الحسن عليه السلام الى آخرهم المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف الموعود الأخر بالظهور مخلص الأكوان من دياجير الظلم والاستبداد.
بعض من بعض حياته عليه السلام سلطت الضوء عليها حبا وكرامة له في ذكرى يوم مولده الشريف، أتمنى لكم الفائدة وأسأل الله القبول ومن رسوله الشفاعة في الدنيا والآخرة.