أبدأ موضوعي بتعريف التعزية:ـ (هي تفعلةٌ من العزاء أي الصبر، يقال: عزّيته أي صبّرته، والمراد بها طلب التسلّي عن المصائب والتصبّر عن الحزن، والانكسار بإسناد الأمر إلى الله، ونسبته إلى عدله وحكمته، وذِكْرِ ما وعد الله على الصبر، مع الدعاء للميت، والمصاب لتسليته عن المصيبة ) الكافي ج3 ص203
من المتعارف عليه ان ذوي الفقيد من النساء اكثر حاجة من الرجال إلى من يعزيهن , فهل يتحقق ذلك في فواتحهن؟
لنبدأ بالمشهد الاول عند ظاهرة ذاك الطابور النسائي من ( الملايات )حفظهن الله في اول ايام العزاء تحديدا وعلى طول اليوم , حيث تتقدم الواحدة منهن تلو الاخرى بقصائد ذات أسلوب مهيج لا تبعث على الراحة او التصبر والسكينة.
ووقوفا عند مشهد آخر يتكرر في فواتح النساء وعلى طول اليوم ' قيام كثير من النساء بطريقة تعزيتهن باحتضان اهالي الفقيد " بالتنعي باللهجة العامية" بذكر محاسن الفقيد او ذكر بعض ذكرياته بالبكاء والصراخ.
ولعل هذا الفعل في كلا المشهدين به كراهة , ونستطيع ان نستنبط ذلك من الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه و آله اذ يقول : (إنَّ اليتيم إذا بكى اهتز له العرش، فيقول الرب تبارك وتعالى، من هذا الذي أبكى عبدي الذي أسلبته أبويه في صغره، فوعزتي وجلالي لا يسكته أحدٌ إلا أوجبت له الجنة. ) الصدوق - ثواب الاعمال ص200
نضيف إلى ان من سلبيات هذين المشهدين انها لا تترك مجال لبقية المعزين لتلاوة شيئا من كتاب الله في جو هادئ .
يخطئ من يعتقد بأن بيت الامام الحسين عليه السلام يعتبر مبررا كافيا لممارسة بعض الظواهر التي تجوز فعلها لاجله عليه السلام بينما لا تجوز على غيره من ابداء الجزع والدعوة المقصودة او غير المقصودة الى البكاء المفرط واعتبار ذلك انه تعزية لذوي الفقيد
إذن ، كيف نعزي ؟
هناك طرق كثيرة، يمكن للإنسان من خلالها أن يظهر التعاطف والتضامن مع أهل العزاء, فحضوره لدى أهل المصيبة بنفسه عزاء لهم , لأن التواجد إلى جانبهم في هذه المرحلة التي يعتبرونها صعبة بحد ذاته مواساة لهم ، ولو لم يقال لهم ما يخفف عنهم, ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام في التعزية الواجبة بعد الدفن ( كفاك من التعزية بأن يراك صاحب المصيبة )
التذكير بمصابنا بالرسول الأكرم وآل بيته الطاهرين يمكن أن يسكن به روع أهل المصيبة , ويخفف عنهم به كما ان التذكير بقضية البلاء وأهميته, وأن البلاء مما وعد به الله تعالى عباده في كتابه حيث يقول: (وَلَنَبْلوَنَّكمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) فلا بدَّ من البلاء للتمحيص , ولاختبار تقبل الإنسان المؤمن للحِكَم الإلهية, والالتزام بها .
التعليقات 8
8 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
علي احمد العيسى
2015-12-14 في 8:03 م[3] رابط التعليق
عارف العيسى بونادر يرقد على السرير الأبيض بمستشفى الملك فهد غرفة 507 يسألكم الدعاء
غير معروف
2015-12-16 في 11:11 ص[3] رابط التعليق
صحيح كلامك وهذا الشي نشوفه
......
2015-12-16 في 11:15 ص[3] رابط التعليق
طيب شدراك بهم ؟؟؟ هل اعتمدت على كلام الحريم او تتذكر وانت صقير كلها هذه يمكن ماتكون صحيحه
علي حسين الموسى
2015-12-16 في 12:50 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع الاسف هذه الممارسات لا زالت مستمرة حتى يومنا هذا , وهو أمر ظاهر ومعروف بالامكان التحقق منه بسهولة
نسأل من الله الهداية لنا جميعا
صالح
2015-12-16 في 11:16 ص[3] رابط التعليق
صح الحريم عندهم اشياء يمكن مثل هذه
بسسس اذا تتذكر وانت صغير مثل ماقال الاخ يمكن تغير الحال الان
محمد جاسم
2015-12-16 في 11:19 ص[3] رابط التعليق
حريمنا يفكرون اذا ماسوا هذه الاشياء بتزعل الي متوفي عتدهم او تحس انها ماعزت
علي حسين الموسى
2015-12-17 في 10:09 ص[3] رابط التعليق
قد يكون هذا الاحساس المغلوط لدى المعزيات من النساء سببا لاستمرارية هذه الظواهر
2015-12-18 في 9:01 ص[3] رابط التعليق
ما ذكره الأخ الموسى صحيح 100% وهذا ما نشاهده في فواتح النساء لدى المجتمع الأحسائي والذي يختلف تماما عما نشاهده في المجتمع القطيفي أو السيهاتي
بإعتقادي هو موروث قديم بكل تفاصيله خيرا أم شرا لم أجد متحدث يذكر هذا الأمر وينتقده كما فعل الموسى في مقاله هذا . أحسنت بورك قلمك المجتمع بحاجة الى توعية من مشائخ ورجال مجتمع تقف على كل الأمور التي تحدث في الفواتح ليبدأ التغيير شيئا فشيئا لأن مثل ما قلت هذا الأمر متعارف عليه في المجتمع الأحسائي فقط وبالفعل أحيانا كثيرا يعقد المشاعر ويزيدها ألما فوف الألم المناط بأصحاب العزاء وكأن الأمر يدخل في دائرة الجزع وعدم الرضا على ما حدث على الفقيد .