الاختلاف بين الناس طبيعة متأصلة لا يمكن تجاهلها، فتباين أجناس الناس وألوانهم وأديانهم ولغاتهم وعاداتهم وتقاليدهم وغيرها من عوامل الاختلاف، كلها تشكل قيمة الثراء الإنساني الممتد من بعثة نبينا آدم حتى يومنا هذا.
تنشأ هذه الاختلافات وتتطور نتيجة العوامل المحيطة على مستوى البعدين الزماني والمكاني. يكفيك على مستوى الزمن أن تنظر في أحوال الجيل السابق لكي تلاحظ هذا الاختلاف . وعلى مستوى المكان فيكفيك أن تتحرك من مكان إقامتك بضعة كيلومترات لكي تشعر به، وسيزداد كلما ابتعدت أكثر فأكثر .
قيمة الثراء الإنساني تكمن في هذا الاختلاف الذي يؤدي الى تفاعل الانسان مع محيطه وتبادل الخبرات الحياتيه وإضفاء جانب الثراء على تفاصيل الحياة اليوميه، حيث أنه لا أسوأ من أن يعيش المرء حياة رتيبة مخنوقة بالروتين حين لا يتاح لصاحبها أن يتفاعل مع محيطه بتبايناته .
لذلك فإن الإطلاع على تجارب الآخرين -ممن يختلفون عنك- يشكل أهميه كبرى لكي يفتح الإنسان أفقه المعرفي على مختلف الثقافات.
إنك حين تستمع أو تتعامل مع من يشاركك الرأي أو المعتقد أو المكان فإنك بطريقة ما تكرر نفسك، إذ أنه لن يستثير عقلك. أما اذا استمعت أو تعاملت مع من يختلف عنك فإن شيئاً ما سيضاف الى رصيدك المعرفي، أو - على أقل تقدير- سيجعلك تُعمل حاستكَ النقدية لرفضه إن لم تكن ستقبله ، إذا؛ هو سيفيدك من حيث أنه أستثار عقلك .
من يحارب هذه القيمة المهمة هو في الغالب لا يفهمها على هذه الحقيقة، أو أن فيها ضررا لمصالحه القائمة .
الاختلاف والتغيير في حياتنا هو ما يحفظها من أن تكون غير قابلة للعيش، وإن مصير الماء في البركة الراكدة أن يأسنَ ولا يعود صالحاً .
التعليقات 3
3 pings
علي حسين الموسى
2015-12-12 في 5:08 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك اخي حبيب
الآية الشريفة التالي تترجم ما تفضلت به
يقول تعالى جل في علاه
بسم الله الرحمن الرحيم
ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير
هي طبيعة البشر عند تكوينه ..
فطرة الهية .. ولكن ومع كل اسف هنالك من لا يقبل بهذه الفطرة بل ونجد من يحاربها ايضا
2015-12-13 في 5:55 ص[3] رابط التعليق
أحسنت . بالرغم من أن هناك من يعد هذا الانفتاح على الثقافات المختلفة والاختلاف معها زمانيا ومكانيا يعد عولمة ربما تدخل الشيء الكثير من التقاليد التي لا تتشابه مع تقاليد المجتمعات المحافظة فيرفضها ويحاربها غير أن الانسان كفرد أو مجتمع لابد ان يكون الوعي قمة الهرم الذي يتحرك بازاءه فبالوعي يدرك الصالح من الطالح . بورك قلمك .
عبدالله حسين البراهيم
2015-12-13 في 4:05 م[3] رابط التعليق
احسنت…..
لو شاء الله لجعل الناس امة واحدة….
دائما اردد انه اذا ما شطح فرد من المجتمع بنقد لاذع عقائديا او اجتماعيا او…. فلا يجب محاربته او تكميم افكاره بل دعوه يطرح ما يريد لان ذلك سيجعل الافراد يفكرون ويبحثون عن الحقائق مما سيثري الساحة بالتفكر والتأكد من الموروثات الحقة من الملفقة.
فالاختلاف رحمة ووعي واثراء.