تنتشر الأقاويل الكثيرة وتتداول بسهولة بين الناس ومن هذه الأقاويل حقائق مثبته ومنها مجرد أكاذيب وافتراءات سميت عبر العصور وفي حقب الأزمان بالشائعات
وقد عرفت الشائعات منذ فجر التاريخ حيث كانت الخطابة اليونانية القديمة وسيلة من وسائلها وقد اعترف أفلاطون بقيمة الخطابة في ميدان الدعاية السياسية آنذاك وكذلك لعبت الشائعة والدعاية عند العرب دورا كبيرا في فكرة الحرب والقصص في ميادين المعارك حيث اسقطت مدن وقامت أمم ومنذ ذلك العصر وحتى عصرنا هذا مازالت الشائعة متداولة بل أصبحت متطورة لها فروع وأركان وأصبحت كذلك سريعة التداول حيث وجدت لها البيئة الخصبة والمنبت المناسب للانتشار السريع جدا فما أسهل الكذب على الناس وما أسهل استغلال عواطفهم وحاجاتهم وخصوصا الاقتصادية والدينية والاجتماعية حيث يعيش الانسان تحت أمل سعة العيش و رَغدهُ فهو بهذا الأمل المستمر ينتظر خبر يفرحه يرفع من مستوى معيشته فلا يجد نفسه إلا من أوائل المصدقين لشائعات زيادة المعاشات أو تقليل رسوم الفواتير أو إعطاء مكافآت سنوية لغرض ما وهكذا هو يعيش هذا الأمل بتصديق هذه الشائعة بل ونشرها وخصوصا في وسائل التواصل الاجتماعي السريعة النشر هذه الأيام كالتويتر والوتس أب والتليجرام وغيرها
وتكون الشائعة خطيرة إن بلغت شدة خطورتها العقل البشري ومست من عقيدته شيئا ما فما أسهل أن ينشر فضل حديث ما في يوم ما لقضاء حاجة ما ليصدقه المؤمن الضعيف دون أن يتثبت من مدى مصداقيته بل ودون أن يعرف سنده او مخرجه فتراه يفرح بهذا الخبر وينشره بلا تريث والأكثر خطورة أن يقسم عليك بالله كما هو متداول هذه الأيام في الكثير من الرسائل المتداولة أن تنشرها إن كنت محب لله أو محب للرسول وأهل بيته
عجبا فكيف يقحمون الله تعالى والرسول وأهل بيته عليهم جميعا صلوات الله وسلامه في شائعات كهذه وأحاديث غير مؤكدة صحتها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله (من كذب عليَ فليتبوأ مقعده من النار) المحجة البيضاء ، ج5 ، ص: 247. و ما هو أبشع من النار؟ أغاثنا الله وإياكم حرها
للأسف لقد ساهم الإنسان بشكل كبير في تطور الشائعة وسرعة تناقلها بين سائر الناس إما بقصد أو بغير قصد لذا يجب على الإنسان الواعي المثقف أن يتريث حين يقرأ أي خبر في أي وسيلة أخبار ليتحرى من مدى صحته وأثره على المجتمع ثم بعد ذلك إن صح نشره وإلا فليتركه
فكم من بيوت خربت وتشتت بفعل الشائعة وكم من أمور أفرحت قلوب ضعيفة سويعات ثم حطمتها وكم من معتقدات نشرت بإسم الدين الله ورسوله بريئين منها وكم من شائعات بنت سورا متينا وحواجز كبيرة بينها وبين الحقائق التي من شأنها أن تذاع بين الناس ولكنها اندثرت وراء العفوية أو ما نسميه الغفلة بين الناس وجعلتهم يقضون الساعات الكثيرة بين مصدقين للخبر أو مكذبين له وهل هو حقيقة ام مجرد شائعة.
التعليقات 2
2 pings
ام محمد
2015-12-03 في 8:22 م[3] رابط التعليق
?
2015-12-04 في 7:39 ص[3] رابط التعليق
أشكر مرورك وإعجابك أم محمد بالموضوع