الأطفال جنة الله على الأرض ولكن ماذا فعلوا بهذه الجنة، دنسوها بأبشع صور التعذيب التي لا يقرها دين أو مذهب او إنسانية، قتلوها وما راعوا طفولتها البريئة. إنها الطفلة رقية السيدة في مقامها بنت الإمام الحسين عليهما السلام المقتولة غصباً وألما وحزناً على مقتل والدها الامام الحسين عليه السلام في معركة الطف في العاشر من شهر محرم من عام 61 هجرياً وحين أسرت وساقوا بها مع بقية الأسرى من بيت محمد وعلي عليهما السلام الى الشام ووضعوها في خربة لا تقيهم حرا ولا بردا
بدأت قصة هذه الطفلة الحسينية حينما ساقوا بهم الى تلك الخربة وهم مجهدين من تعب الطريق والمسير من كربلاء الى الشام نامت تلك الطفلة في تلك الليلة ثم قامت فزعة تسأل أين والدي؟ فلقد رأيته في المنام مضطرباً فبكين النساء والأطفال وضلت تصرخ أريد والدي وهي ابنة الخمس وقيل الأربع سنوات فلما سمعها يزيد بن معاوية وأقلق صوتها منامه قام منزعجاً وقد سال ما بال هذا الصراخ فأجابوه بأنها طفلة الحسين تريد أباها فقال لهم أحضروا لها أباها فبُهت من يسمع كلامه(وكيف لا يبهتهم كلمه وقد امرهم قبل أيام بقتله عليه السلام وباحتزاز رأسه الشريف وتقديمه بين يديه) وقد فهم أنه يقصد أن يذهب اليها برأسه الشريف الذي احتزه شمر ذي الجوشن وقدمه هدية الى يزيد ثم أتي بالرأس الشريف وهو مغطى بمنديل وقربه بصورة تخلو من الإنسانية والبشرية وبأسلوب أمتزج بالوحشية والدونية الى مقربة من الطفلة رقية عليها السلام وكشف لها عنه فلما وقع بصرها على رأس أبيها وإذ بها تشهق شقة عظيمة (واظنها شهقت معها ملائكة السماء أنداك) وانكبت روحي لها الفداء على الرأس تبكي وتصرخ بأعذب أصوات البراءة والطفولة (أبي)(أبي) وكل عماتها ومن حولها من النساء يبكين وحاولن رفع الطفلة عن الرأس الشريف إلا أن محاولة الرفع انتهت بسكوت الطفلة عن الصراخ ولم تسكت فقط عنه بل سكتت عن الحياة برمتها (ماتت) نعم ماتت الطفلة. رقية التي ولدت ما بين عام (57 هـ و58 هـ) وكانت وفاتها في (5صفر 61 هـ) والمدفونة حالياً على بعد (100 متر) أو أكثر من المسجد الأموي بدمشق، بمقام جميل يتشح بالهيبة والحزن معاً ويكلل بالعظمة ولا عجب فهي سليلة العظماء أبيها الحسين عليه السلام وجدتها فاطمة بنت محمد عليها السلام وجدها محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعمها الحسن ريحانه رسول الله
لو مُثَِل هذا المشهد أمام كاميرات التلفاز في مثل هذه الأيام لتحركت كل المشاعر وضجت بتقارير مرفوعة الى منظمات حقوق الانسان ولا سيما الاطفال ولأستنكر كل من يكتب أو يقرأ في وسائل التواصل الاجتماعي هذه الجريمة البشعة وبالرغم من أن الإعلام في عام 61 هـ ليس بقوته في عامنا هذا إلا أنه وصل إلينا مروي بتفاصيله الدقيقة فلقد لعبت السيدة زينب عليها السلام وكذلك الامام السجاد ابناء الامام الحسين عليه السلام دورا كبيرا في نقل أحداث ملحمة الطف ومعركة كربلاء اذ كانوا شاهدين على كل ما حدث ودار هناك .
فسلام الله عليهم أجمعين وعظم لهم ولكم الأجر .
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
علي احمد العيسى
2015-11-20 في 8:28 م[3] رابط التعليق
موضوع جدا ممتاز ولا سيما في شهادة بنت الحسين رقية عليهما السلام
بارك الله فيك ايتها الموالية المؤمنة
ولكن هناك غلطة وهي كلمة وشهقت شهقة وليس(شقة )
2015-11-22 في 6:07 ص[3] رابط التعليق
بورك في تعليقك وشكرا على التعديل لم انتبه له أبداً 🙂
حسين جاسم الأحمد
2015-11-21 في 1:40 م[3] رابط التعليق
بُركت الايادي
سلام الله على الطفلة الشهيدة
2015-11-22 في 6:08 ص[3] رابط التعليق
تسلم وشكرا لتواجدك هنا
جاسم ابو احمد
2015-11-21 في 7:08 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيكم وعظم الله لنا ولكم الأجر لم يقتصر المجرمون على تلك الحادثة الاليمة وإنما استمر ذلك التيار المنحرف حتى يومنا هذا بل ترقى ذلك التيار وأصبح الاجرام سمة له
2015-11-22 في 6:08 ص[3] رابط التعليق
تسلم وشكرا لتواجدك يا أبا أحمد