يجلسون على مقاعدهم الدراسية منذ السابعة صباحاً وحتى الواحدة والنصف ظهراً وكل من استودعهم هذه الفترة الزمنية على أمل أن تنير المدرسة عقولهم بشتى العلوم والمعارف.
وتيرة يومية بين إعطاء الدروس وتنفيذ الأنشطة والبرامج الدراسية وما يزال الأمل يتصاعد في تلك الأنفس على ان يأتي اليوم الذي يكرم فيه الطالب أو يهان وأعني بذلك اليوم كما أُشتهر بأنه يوم الامتحان فقد قيل( في الامتحان يكرم المرءأو يهان), أن يكرم أي يتوج ذلك الأمل بسعادة غامرة وتزين الدعوات بوافر من الشكر والصلوات أما ان يهان أي أن ينهار سور الأمل ويتحلل الى صورة من صور الألم حين يجد الآباء والأمهات نتيجة تلك المسيرة والفترة الزمنية سالبة ويقال عن ابنائهم مخفق أو مخفقة راسب أو راسبة وتحاك أصابع الاتهام حول دائرة (من المسؤول) فهل يا ترى هو الطالب أم المعلم أم أولياء الأمور؟
غالباً ما يوجهه الآباء أو أولياء الأمور أصابع الاتهام والمسئولية نحو المعلمين والمعلمات بينما يوجهه المعلمين والمعلمات المسئولية نحو الطلبة أنفسهم مقدرين دور الآباء والامهات لأنهم في موضع المسئولية كذلك فهم ايضا آباء أو أمهات.
وبهذه المعادلة البسيطة تكون نسبة الاتهام في الاخفاق الدراسي موجهه نحو الطلبة والطالبات وقد لا تنحصر المسئولية عليهم فقط فبعض اولياء الأمور لهم نصيب من المسئولية وكذلك بعض المعلمين والمعلمات وهم قلة فجل هَم المعلم هو التعليم وجل هَم الأهالي هو أن يكون ابنائهم متفوقين لتتركز بعد ذلك المسئولية على المتعلمين أنفسهم وهم الابناء طلبة أو طالبات.
إنَ مسيرة التعلم ليست بالصعبة العسيرة إنْ توجت بقليل من الوعي والاهتمام وعدم الإهمال فالدرجات العليا والفهم الجيد لشتى العلوم ستكون المحصلة لمن أدرك أن (من جد وجد) وأن من (من طلب العلا سهر الليالي) وليس من أهمل وألقى بالمسئولية على من حوله فالعبارات واضحة لم تقل من جد ومعه أحد ولم تقل من طلب العلا هو وغيره بل حصرت المسئولية على المتعلم نفسه ليعي أن عليه هو النسبة الكبرى في تحمل نتائج ما يتعلمه ونخلص بذلك الى أن المعلم الجيد الذي يقدر مسئولية العلم ويعلم بطرق وأساليب حديثه بالإضافة الى متعلم فاهم وواعي ومقدر للعلم وأنه مسئول عن نجاح حياته المستقبلية أو فشلها وكذلك أباء وأمهات متابعين وممثلين دور المسئولية الموجهة نحو أبنائهم بمهارات عالية تكون المحصلة أن يظهر الأبناء من الطلبة والطالبات متفوقين ومتفوقات ناجحين وناجحات بفكر عالِ وثقافة جميلة ومستقبل مشرق واعد.
وحينها لا يعد للسؤال (من المسؤول) أي حيرة في الاجابة عليه.