ما إن بقيت من الهوان على الثرى
ملقى ثلاثا في ربى ووهاد
إلا لكي تقضي عليك صلاتها
زمر الملائك فوق سبع شداد
السلام عليك يامولاي ياابن رسول الله السلام عليك وعلى جسدك الطاهر السلام أيها الحسينيون لقد فقدنا إماماً كان للروح قبل الجسد ولكن لانملك إلاقول إن الحسين مخلد كلما أخلد الزمان تجدد نعود الان إلى الذكرى و في آخر نزعات روح مولانا القدسية وقبل أن يذهب إلى جوار المعشوق و قد أشتاق إليه وقبل أن يرحل إلى الخلود الملكوتي كان من دعائه عليه السلام: صبراً على قضائك يارب لا إله سواك يا غياث المستغيثين ما لي رب سواك ولا معبود غيرك صبراً على حكمك يا غياث من لا غياث له يا دائماً لا نفاد له يا محيي الموتى يا قائماً على كل نفس بما كسبت احكم بيني وبينهم وانت خير الحاكمين أيُّ عشق لله لديك سيدي أبا عبدالله وأيُّ عظيم انت يا سيدي ومولاي لقد صار قبرك قبلة العاشقين .
يقول أهل العرفان: ان الحصول على المقامات الرفيعة ودرجات الكمال العليا والكشوفات الربانية لا تحصل إلا بواسطة الحسين عليه السلام فمن يعرف الحسين بقلبه سوف يتحصل على الكمالات النورانيه أيها الحسينون أنتم بكيتم وصرختم ولطمتم حتى أحترقت قلوبكم أسى وفجعتم على الامام الحسين هنا ومن هذا الباب تحصلتم على احد المقامات الرفيعه وهي مقام مواساة محمد وال محمد ويستحسن بنا الان إلى جانب المواساة بالدمع والقلب يجب أن نواسيهم بالاعمال الصالحه فكل عمل صالح هو بلسم جراح على قلوبهم وبالخصوص قلب سيد الشهداء نحن نقدم ونقدم ولكن لايعلم مانقدمه هو باب مرضاة أم لا ولكن بتقديم سيد الشهداء أمام أعمالنا فإن الأمر وهذا ماجرت عليه معتقدتنا أن سيقبل بإذن الله عزوجل .
لقد جاءت نهضة سيد الشهداء تعبيراً عن المبدأ السماوي فعندما أدرك الامام الحسين أن كيان الإسلام قد اعتراه الأفول لشل حركة دعاة الحق وخنق صدى دعوتهم وعقيدتهم من هذه النقطة انطلق الامام الحسين عليه السلام بصوت الحق الهادر لدك سلطان الجبروت والطغيان إكمالاً بعمل الرسالة التي بدأ بها جده سيد المرسلين محمد صلوات الله عليه وأله تنفيذاً لهذا العمل المشرف ضحى عليه السلام بكل شيء لديه قرباناً على مذبح الإنسانية والشرف حتى نحره الطاهر ليروي بدمه السمح رمال الطف الضامئة ورمضاء كربلاء الجدب لتستقي هذه البقعة منه وتأتي أكلها حين الأوان ثم تقطف ثمارها الأجيال تلو الأجيال ويتظلل بفيء أيكتها البشرية ويعم خيرها العالم كله حتى قيام الساعة.
حدث رواة الطف ثمّ مشى الإمام زين العابدين إلى جسد أبيه واعتنقه وبكى بكاءً عالياً وأتى إلى موضع القبر ورفع قليلاً من التراب فبان قبر محفور فبسط كفّيه تحت ظهره وقال: "بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله صدق الله ورسوله ما شاء الله لا حوّل ولا قوّة إلاّ بالله العظيم" وأنزله وحده لم يشاركه بنو أسد فيه وقال لهم: "إنّ معي من يعينني" ولمّا أقرّه في لحده وضع خدّه على منحره الشريف قائلاً
طوبى لأرض تضمّنت جسدك الطاهر فإنّ الدنيا بعدك مظلمة والآخرة بنورك مشرقة أمّا الليل فمسهّد والحزن سرمد أو يختار الله لأهل بيتك دارك التي فيها أنت مقيم وعليك منّي السلام يا بن رسول الله ورحمة الله وبركاته
وكتب على القبر: "هذا قبر الحسين بن علي بن أبي طالب الذي قتلوه عطشاناً غريباً".