لقد فاز الاولى نصروا حسينا
وخاب الاخرون اولوا النفاق
ما زال نداء الامام الحسين عليه السلام النداء الحق وعلى مر الليالي والايام
نداء اتخذته العقول المستنيرة بنور الله ونور حب الحسين وأحقيته منهاجا لها
والتي عرفت وفهمت معنى هذا النداء ومعنى تلك الصرخة المدوية وتلك التضحيات الجسام والبطولات الشاهدة التي سجلها الحسين وأهل بيته وأصحابه وأنصاره في رمضاء كربلاء
بمبادئ الحق المبين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذوبان في الله والثقة العالية والذين وصفهم بقوله فإني لا أعلم أصحابا أولى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عنّي جميعا خيرا.
نعم بهؤلاء ومن سار على نهجهم منذ أن أنطلق بنهضته المباركة حتى أستشهد ومن سار خلفه من أبناءه وشيعته ومريديه على مر الزمان أن نداءه ذاك إنما هو يربط أوله بأخره أنظروا أيها المؤمنون والمؤمنات إلى قول الامام :
إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإِصلاح في امة جدي وبقي ويبقى صدى تلك الصيحة الخالدة وهذا النداء المقدس حتى خروج مولانا الامام الحجه المنتظر صلوات الله عليه فهذا سبيل واضح وطريق معبد طرزه الحسين بالإيمان والإخلاص والانقطاع الكامل لله عزوجل .
نتسأل هل انتهى هذا النداء وفاعليته أم انتهى زمانه وأهميته كلا وألف كلا ففي كل زمان وجد الحسين ليدحض الكفر ويحق الحق واليوم و على مستوى عالٍ نرى للإمام الحسين سلام الله عليه نصرته في كل شي بعضها من خلال إقامة الشعائر وإطعام الطعام وبعضها من خلال تقديم الخدمات والهداية والارشاد والتثقيف وإن هناك مالانحيط به ولا نملك إحصاءه بل لا يمكننا ذلك وذلك لا يحصيه إلا الله تعالى والمعصومون .
طبعاً يجب أن نعلم حقيقه مهمه وهي أن سيد الشهداء عليه السلام منصور ومؤيد من قبل الله عزوجل كما حدث السيد ابن طاووس حيث يروي عن مولانا الصادق أنه قال سمعت أبي يقول لما التقى الحسين عمر بن سعد لعنه الله وقامت الحرب أنزل الله تعالى النصر حتى رفرف على رأس الحسين ثم خير بين النصر على أعدائه وبين لقاء الله فاختار لقاء الله.
لذا فمسيرنا لنصرة سيد الشهداء وإغاثة صرخات الحق في كل الازمان هي إنما لا تأتي ألا بالفعل الحقيقي وتطبيق
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نعم لنا وللتاريخ نفتخر بأجداد لنا كانوا من أنصاره المباركين عشرة من شهداء كربلاء مع ابي عبدالله عليه السلام ضرجوا بدمائهم الزكية فكانوا لنا الفخر كما أن بعض نسائهم كن سبايا مع السيدة زينب حدث الرواة لما كان يوم العاشر من المحرّم واشتدّ القتال كان حبيب على ميسرة جيش الحسين وحيث شدّ على الأعداء كالليث إذا غضب فقتل منهم مقتلة عظيمة وقد كثرت جراحاته واشتدّ به العطش تزاحموا عليه من كلّ جانب وهو يردّد:
أَنَا حَبِيبٌ وَأَبِي مَظَّهَرْ
فَارِسُ الْهَيْجَا وَلَيْثٌ قَسْوَرْ
وَأَنْتُمْ ذَوُوْ عُدَّةٍ وَأَكْثَرْ
وَنَحْنُ مِنْكُمْ فِي الحُرُوبِ أَصْبَرْ
هجموا عليه من كلّ جانب هجم عليه بديل بن صريم رافعاً سيفه عظَّم الله أجوركم آجرك الله يا أبا عبد الله ضربه على رأسه ثمّ أتبعه تميمي آخر ضربه بالرمح في خاصرته وقع على الأرض أراد أن يقوم محتملاً جراحاته فشدّ عليه الحصين بن نمير رافعاً سيفه وضربه على رأسه فسقط صريعاً منادياً: السلام عليك يا أبا عبد الله فجاء إليه الحسين محنيّ الظهر جلس عنده وقال رحمك الله يا حبيب لقد كنت فاضلاً تختم القرآن في ليلة ثمّ أخذ يمسح الدم والتراب عن وجهه ودموعه جارية على خدّيه.
ورحم الله من قال يا حسين لا زلنا على خطاك ونهجك وسنبقى على خطى الاجداد والاباء جيلا بعد جيل حتى قيام الساعة نردد ابد والله ما ننسى حسيناه.