المجلس السادس من محرم 1437 هـ
1 ــ بعض أنصار الإمام الحسين كانوا كأبدال بني إسرائيل يخفون إيمانهم ، والحر الرياحي أحد هؤلاء الذين كانوا يخفون محبتهم لأهل البيت ، خوفا من تعقبهم بالقتل أو هدم منازلهم أو قطع العطايا عنهم أو لأمور قد لا نعرفها ، حينها تفوته أفضل الشهادات مع الحسين عليه السلام .
2 ــ لا توجد في قلب أحد من أنصار الإمام الحسين قبل أن يستشهد في كربلاء ذرة من بغض لأهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وإلا ما معنى هذه الأحاديث الكثيرة التي وردت في أفضلية أصحاب الإمام الحسين ، وأنهم أفضل الأصحاب على الإطلاق ، منها ما روي أن ابن عباس عنف على تركه نصرت الحسين عليه السلام فقال : ( إن أصحاب الحسين لم ينقصوا رجلا ولم يزيدوا رجلا نعرفهم بأسمائهم من قبل شهودهم ) ، كما روي أن محمد بن الحنفية قال : ( وإن أصحاب الحسين عليه السلام عندنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم ) ، فما فعله الحر من جعجعة وإخافة لنساء وأطفال الحسين عندما اعترضهم في الطريق ما هو إلا جزء لا يتجزأ مما أراده الله أن يكون لهم .
3- تفكير صائب من الحر أمير قبيلة بني رياح وفارسها المغوار بقبول قيادة هذا الجيش الذي سوف يتولى منع دخول ركب الحسين الكوفة ، وفرصة سانحة له بالخروج من الكوفة لنصرة الحسين بعد أن خان أهل الكوفة بمسلم بن عقيل .
4- لو لم يقبل الحر بقيادة هذا الجيش لزج به في سجون بني أمية لرفضه أوامر الأمير بن زياد أو على الأقل لحوصر بإقامة جبرية لا يستطيع من خلالها الخروج من الكوفة لنصرة الحسين ، كذلك لعلم الحر أن قبيلة بني رياح على كثرتها لا تستطيع نصرته عندما يعلن تمرده كما هو حال مذحج قبيلة هاني بن عروة التي تقدر بأكثر من عشرة آلاف ولم تنصره من فتك ابن زياد .
5- الحر كان ذا بصيرة بعاقبة أمره ودليل نيته السليمة انه سمع صوتاٌ من السماء يناديه : ( ابشر يا حر بالجنة ) وهذا ما صرح به بنفسه عندما قال لعمر بن سعد : هل أنت مقاتل الحسين قال : نعم قتال أهونه أن تطير منه الرؤوس والأيدي ، عند ذلك وجدها فرصة وتركه ولتحق بركب الحسين .
6- تأمل الحر كثيراٌ عندما عرض عليه ابن سعد قيادة ألف فارس لحصار جيش الحسين ، وبعد تفكير قبل بذلك كي لا تفوته نصرة الحسين لعلمه أن الكثير من شجعان ورؤساء قبائل الكوفة عرض عليهم ذلك من قبل بن سعد فجاء الرد بالرفض ، فضيق عليهم ابن زياد ولم يستطيعوا الخروج من الكوفة لنصرة الحسين أمثال المختار الثقفي وسليمان بن صرد الخزاعي وإبراهيم بن مالك الأشتر ويحيى بن عوف والمسيب بن نجبة الفزاري وعبد الله بن نفيل الأزدي وعبدالله بن وائل التيمي ورفاعة بن شداد البجلي وغيرهم الكثير .
7- يمكن للبعض أن يقول : لماذا إذاٌ جعجع الحر بالحسين ولم يجعله يدخل الكوفة ؟؟ ، نقول إنها المشيئة الإلهية ومن باب وجعلنا لكل شيئاٌ سبباٌ أن يكون ذلك حتى أن الحسين يتوجه إلى أرض كربلاء ، فهي الأرض الموعود بها الحسين والتي له فيها قبراٌ محفور ولحد منجور كي يلقى مصيره وأهل بيته وأنصاره هناك .
8- قد يسأل البعض ويقول : إذا كان الحر كذلك فلماذا لم ينضم بجيشه إلى الحسين وهو أثناء الطريق ؟ ، نقول : أن وجود عيون وإخباريون في جيش الحر عليه من قبل ابن زياد وهذا ديدن بني أميه ، فلذلك لم يستطع الحر العدول إلى جيش الحسين مبكراٌ فلو انه اعلن ذلك لقتل على الفور من قبل المدسوسين في الجيش من ذلك أخر الحر انضمامه إلى الحسين حتى يوم عاشوراء .
9- قال الإمام الحسين للحر : ( ثكلتك أمك يا حر ) أي فقدتك أمك لعلم الحسين أن الحر سوف يستشهد معه في يوم عاشوراء وسوف تفقده أمه ، وإلا فما رأيك في الروايات التي تقول : أن أصحاب الحسين كنا نعرفهم منذ زمن بأسمائهم فهل يعقل أن الحسين لا يعلم بأن الحر من ضمن أنصاره .
10- قول الحر للحسين اتخذ طريقاٌ لا يدخلك الكوفة ولا يرجعك المدينة ، وإصرار الحر الشديد وصده للحسين بعدم دخول الكوفة ، فقد يكون اتفاقاٌ بينه وبين الحسين بعدم دخول الكوفة والذهاب لكربلاء لأن الحر اخبر الحسين بحال الكوفة إنها منقلبة عن بكرة أبيها ضده ، كي لا يدخلها ويتم قتله هناك ، ولا تستغرب ذلك فالحسين خرج من مكة مسرعا خوفاً من أن يقتل فيها وهو يعلم أنه يقتل في كربلاء ، ولكنه تكليفه الظاهري الذي يعمل به .
11 ــ لو لم يتولى الحر قيادة هذا الجيش الذي توجه لمنع الحسين من دخول الكوفة لتولى بدلاٌ منه الشمر أو شبث بن ربعي أوعمرو بن الحجاج أو غيرهم من عتاة أهل الكوفة لحاربوا الحسين في الطريق وهؤلاء الأزلام لم يتعاملوا مع الحسين بالطريقة التي تعامل معه الحر الرياحي من قمة في الأدب عندما ذكر الحسين أمه وصلاته خلف الحسين بجيشه وتركه يتخذ طريقا لا يدخله الكوفة ولا يرجعه المدينة .
12 ــ عندما أعلن الحر التوجه إلى الحسين وهو في جيش ابن سعد هذا بمثابة تنبيه لمن لديه بصيرة من جيش ابن سعد أن الحسين هو الذي على الحق لذلك ذكرت الروايات أن ( 32 شخصاٌ ) انظموا معه إلى الحسين إضافة إلى ابنه وأخيه ومولاه .
13- ما يؤيد قولنا هذا في الحر قول الحسين للحر عندما استشهد : ( صدقت أمك إذ سمتك حراٌ ، فأنت حر في الدنيا وسعيد في الآخرة ) ، فقول الحسين له ( حراٌ في الدنيا ) يقصد به التخطيط الكبير والسليم الذي قام به الحر للوصول إلى كربلاء حيث استشهاده مع الحسين وهذا ما قصدناه في رؤيتنا ووجهة نظرنا هذه .
إبراهيم حسين البراهيم
الأحساء- المنيزلة
التعليقات 1
1 pings
غير معروف
2015-10-21 في 5:13 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم لجنة النيزلة نيوز الكرام
بس حبيت أنوه على موضوع بما إن إحنا ف شهر محرم الحرام وشهر بالنسبة لبركة الإمام الحسين عليه السلام انا أشوف الحسينيات والمأتم اللي في بلدة المنيزلة بالذات لما تكون البركة رز تقديمه ف الأطباق المعتاد عليها أنا أشوف سلوك غير لائق بالإمام الحسين إنه أغلب الصواني يرمى الرز ف زبالات أعزكم الله أنا من رأيي إنه يقدم الرز ف أطباق سفرية ( القصدير ) وكذا تكون البركة تعم على الكثير من الموجودين في المأتم وممكن تزيد حتى إنها توزع على البيوت والفقراء ب كذا نكون رضينا الله ورضينا الإمام الحسين ورضينا أنفسنا بتقديم الشي الصحيح
هذا ولكم الشكر الجزيل .