لاتطلبوا قبر الحسين بشرق ارض او بغرب
ودعوا الجميع وعرجوا نحو فمدفنه بقلبي
قالوا جننت..
قلت: الحب أجنني..
وهل رأيتم محبا غير مجنونا ؟؟
إن كان حب من يشدو بالحسين جنون..
فجنة الحسين .. مشفى المجانينا..
أيها المؤمنون والمؤمنات نحن نعيش دنيا قاسية قسوة تذرف الدموع بسببها دنيا قاسية على الكل ولكن بتفاوت مختلف احياناً نساعد انفسنا بتخطي هذه القسوة و احياناً أخرى نشارك بالقسوة عليها هنا ولتجنب هذه القسوة برز الحب كجانب يكسر حاجز القسوة في القلوب وليس أي حب أنه حب من أحب الله وأحبه رسوله وأحبه المؤمنون بل وقد تحول الحب جنونا حتى قيل عنا مجانين الحسين .
فأين المحبون الصادقون الوالهون للامام الحسين عليه السلام نعم اخواني ونحن في أيام محرم الحرام وهاهي الايام وقد أشتدت وتواصلت خيوطها بعضها مع بعض ونحن نقترب من يومه المبارك من عاشوراء نقول له جنون حبك أهام عقولنا
إن حب الحسين من حب الرسول فهو من قال فيه حسين مني وأنا من حسين ، فمحب الحسين لا يمكن أن يكون جافي في حبه لرسول الله صلى الله عليه وآله
إن الحسين أقام الدين بدمائه الزاكية كما أن الرسول أرسى قواعده برسالته الخالدة .
فمن هنا وهذه دعوة محمدية ووصية خالدة وصلت من لسان سيد الأنام صلى الله عليه وآله لكل من يحمل الإيمان زارعاً في قلبه حب الحسين عليه الصلاة والسلام ، ليكون بذلك لثورته المباركة مؤيداً ، ليركب في سفينة النجاة ويمشي على هدى الرحمن سائراً في طريق مستقيم معبد بالخير ليصل بسلام إلى أبواب الجنان فيُستقبل بالبشرى من سيد الأنام محفوفاً ببركات الله ومحاطاً برحمته الواسعة ليدخلها بسلام ويتنعم بما فيها خالداً مخلداً بعيداً عن أذى الشيطان ، ولغو اللئام
نعم إنه الحسين حبيب الله والمنقذ لدين الله بدمائه الزكية ومهجته الطاهرة .
لما رأى أن الإسلام قد أُعتل بحاكمٍ فاسقٍ فاجرٍ يتجاهر بالمعاصي ويدعي أنه خليفة خير الأنام ، نهض بعزيمة عباد الله الصالحين الأبطال وثار بمهجته على الجور والظلم والعدوان ، ليداوي بنفسه دين الله ويروي بدمائه أرض كربلاء لتكن رمزاً خالداً وذكراً طيباً للمواقف العظيمة التي وهبت الدين فتامين الحياة ليبقى مُخلداً وظاهراً على كل الأديان ، وليُحقق بثورته وعد الله للمؤمنين بظهور دينه الحق واندثار أديان الضلال.
.
لقد سمعنا من رواة التاريخ أن حب الحسين قد لامس الجنون في نفوس كثيرٍ ممن عرف كيف يكون عاشقاً لمن جُن في حب الله وهام في عشق معبوده قد ترك الخلق من أجل أن يلتقي بالخالق .
نعم لقد روى لنا التاريخ أن عابساً مزق ملابسه وشهر سيفه وذهب راجلاً عاري الصدر إلى ساحة الوغى ليقابل جحافل الكفار فسئل بانبهار أجُننت يا عابس قال بلى حب الحسين أجنني ، فقاتل قتال الأبطال قد عاف هذه الدنيا لينال الخلود في الجنان ليكن رفيقاً لمن جُن في حبه في نعيم الخلد ، مستقر رحمة الرحمن
جنون العقلاء هو ذلك الحب ، جنون الأتقياء هو ذلك العشق ، جنون من أحب الله وهام في ود وليه ومن له الأمر عليه ، من هو أولى به من نفسه والتي هي أغلى ما يملك في هذه الحياة ، ليكن جنونه مثلاً يحتذى به وشهادته بين يدي إمامه فداءاً يعشقه الأحرار ، يتخذه نبراساً من يحمل لباً سليماً وقلباً نابضاً بتقوى الله ونفساً تائقة إلى الخلود في مرضاة الله ، فمرحاً لمن جُن في حب الحسين وركب في سفينته وطاف الدنيا ساعياً لرحمة الله وناظراً إلى جنة الله وتائقاً إلى شفاعة ولي الله وسيد الشهداء عليه وصحبه السلام
.