المجلس الخامس من محرم 1437هـ
هو جون بن حوي بن قتادة بن الأعور بن ساعدة بن عوف بن كعب بن حوي النوبي من بلاد الحبشة القديمة .
اشتراه أمير المؤمنين علي (ع) من الفضل بن العباس بمائة وخمسين ديناراً ووهبه لأبي ذر الغفاري ليخدمه ظل جون يصاحب مولاه أبي ذر طيلة حياته حتى سنة 32 هجريه سنة وفاته في الربذة بعد أن نفاه عثمان إليها حينها انتقل جون إلى بيت أمير المؤمنين حتى توفي ثم ذهب إلى بيت الحسن السبط (ع)وظل بخدمته ويتعلم من دروسه وأخلاقه حتى استشهد سنة 50 هجرية سلام الله عليه فانتقل بدوره إلى بيت وخدمة سيده ومولاه الإمام الحسين حتى جاء وقت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والسير بسيرة جده محمد (ص) خرج مع الحسين وكان انتقاله من المدينة إلى مكة ثم إلى العراق ولما حان وقت الجهاد الأكبر في كربلاء وتقدم العبيد والموالي والأنصار جميعهم جاء جون إلى الحسين يستأذنه في القتال فقال له الإمام : ( يا جون انك إنما تبعتنا طلبا للعافية فأنت في أذن مني) . فوقع على قدميه يقبلهما ويقول : ( أنا في الرخاء الحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم أن ريحي لنتن وحسبي للئيم ولوني لأسود فتنفس علي بالجنة ليطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض وجهي لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم ) فأذن له الحسين فقاتل حتى قتل وجاءه الإمام الحسين (ع)ووقف على مصرعه قائلا : (اللهم بيض وجهه وطيب ريحه واحشره مع محمد وآله ) .
يقول الإمام الباقر (ع) : أن رائحة المسك تفوح من جسد جون حتى دفن بعد ثلاثة أيام من مصرعه .
( أقول ) : أن دعوة الإمام الحسين لجون بعد مصرعه لتحققت وأتت ثمارها في وقتها وإلى يومنا هذا فالشهيد جون بن حوي يعتقد أن نسبه يرجع إلى قبيلة اللحويين السودانية وهي من أشهر قبائل العرب في السودان وتسكن على النيلين الأبيض والأزرق وهم أكثرية ويمتدون إلى الحدود الأثيوبية والإيرتيرية وهم من أغنى القبائل السودانية حيث أنها تمتلك قرابة ثلثي الإبل السودانية وتعتبر قبائل اللحويين من أفرس وأكرم القبائل السودانية ، كما أن للبعض من الشعب السوداني ممن لا يعادي ويحب أهل البيت من حيث لون بشرتهم الفاتحة قليلاٌ والرائحة الطيبة التي يمتازون بها نصيب من دعوة الإمام المعصوم : ( اللهم بيض وجهه وطيب ريحه ..... ) .
فالحسين يعي ذلك أن يدعو لجون بعد مصرعه مع أن جون طلب ذلك الدعاء قبل استشهاده ولم يدعو له فهذا رداٌ جميلاٌ تجاه جون وقبيلته ( حسبه ) التي ينسب إليها ، فكان نعم الفارس والشهيد المواسي لأهل بيت العصمة .
فالسلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .
إبراهيم حسين البراهيم
الأحساء ــ المنيزلة