وَقَد اِنجَلى عَن مَكة وَهوَ اِبنُها
وَبَهِ تَشرَّفت الحَطيمُ وَزَمزَم
لَم يَدر أَينَ يريح بُدنَ ركابه
فَكأنَّما المَأوى عَلَيهِ محرَّم
في عاشوراء الكربلائيه تتجددالذكرى فيها نبحث عن رصيف الغفلة في أوراق عمرنا المتناثرة ونهاجر إليك يامن عشقته العقول قبل القلوب تعبر أيامنا إلى زمانك الباقي، ونعود إلى رحل تاريخك الحاضر بماضيه في ذاكرة عزّنا بمانشهده من تاريخ مجيد يسجل بسمك يابن خير الانبياء .
على عتبات كربلائك الزكية نحطُّ رحالنا قلوباً المتعطشه تحتضن في أعماقها نبضات إيمانك وأعيناً غزيرة يشع في أحداقها بريق الأمل المنتظر لك وأيادي جمعت أناملها في قبضات عنفوانٍ ملحمتك الواسعة تُبحِر مواكبنا .
على يديك عشقنا البطولة والشهادة...
وصار طيفك رفيق دربنا إلى ساحات الجهاد نمشي ولا فرق إن وقعنا على الموت أو وقع الموت علينا وفي صدى قلوبنا نداء واحد: لبيك يا حسين...
في حديثنا الجديد وهو ثقافة الحوار في مبدأ الامام الحسين عليه السلام فالحوار هو الطريقة الوحيدة الممكنة لجعل المجتمع بكافة ألوانه و أطيافه يلتقي في نقطة واحدة هي نقطة مصلحة الوطن و الأولويات التي ينبغي التطرق لها و حلها وكلما توسعت دائرة الحوار مع الجميع دون تهميش لأي أحد مهما كان
كان ذلك طريقاً موصلاً في كل حالاته إلى الايجابيه يجب أن لانغفل حقيقة أننا نعيش في عالم كثرت فيه المشكلات والثورات والتحديات والانفعالات لدرجة أننا لا نعلم منتهاها ولا ما تؤول اليه ومتى تنتهي وإلى خير أَم إلى شرٍّ تتجه لذا لزم بحاجه الى حلول جذرية لا مؤقتة أو مصطنعة، بحاجة إلى حلول توسطية تعين على إعادة الأمور إلى نصابها وتدفع بدفة السفينة إلى الأمام لا إلى الخلف.
فما نحتاج إليه اليوم هو السعي نحو بر الأمان وهذا يتطلب بدايةَ الاقتناع بأهمية ذلك السعي وضرورته لنا من أجل تسديد الخطى أملًا في الوصول إلى ذلك الأمان والاستقرار والرقيّ المنشود الذي نرجوه ونتمناه .
دعونا الان نذهب إلى كربلاء الحسين لنرى الحوار في كربلاء كيف سار به سيد الشهداء مع أولئك فلقد كانت هناك جبهتان تستعدان للمواجهة العسكرية إحداهما مظلومة والثانية ظالمة بلا أدنى شك في ذلك وهي جبهة عمر ابن سعد ومن سار خلفه .
ولكن الامام الحسين وهو لا يقاس ولا يقارن بأعدائه يدعو ابن سعد إلى الحوار وذلك قبل ساعات قليلة من بدء المواجهة الدموية وبالطبع لا يصدر من الحسين عليه السلام ذلك لا لضعف وجبن وحب في العيش لأيام معدودات بل ليتم الحجة على الذين يدخلون النار أملاً في إنقاذهم منها,وكذلك ولكي يخلّد الحسين أهمية الحوار عند احترام الصراع بين أشخاص أو أحزاب من المسلمين.
هكذا كتب المؤرخون أن الحسين أرسل إلى ابن سعد: إني أريد أن أكلمك فالقني الليلة بين عسكري وعسكرك .
نعم ... وتم هذا الحوار ولكن لم يقتنع ابن سعد بنصائح الإمام الحسين عليه السلام وكادت ليتفطّر منها الصخور لو لا أن قلب ابن سعد كان أقسى منها وإن كانت النتيجة واضحة عند الامام الحسين عليه السلام قبل دعوته له إلى اللقاء والحوار ولكن مع ذلك طبق مبدأ الحوار ونجده كذلك في كل نقطه من نقاط أيام كربلاء حاور الجميع حتى في اللحظات الاخيرة من حياته كان يحاور ويثبت حجيته على هؤلاء هنا نحن نتعلم منه اخلاقيات الحوار حدث رواة الطف ان رجلا من النصارى بعثه عمر بن سعد قائلا خذ هذا السيف و انطلق الى ذلك الصريع وائتنا برأسه فأقبل ذلك الرجل حتى دنا من الحسين فعرف الحسين أنه من النصارى فقال له : أخا النصارى هل قرأت الانجيل؟ قال : نعم , قال : اقرأت الاسم الفلاني و الفلاني قال : نعم فقال الامام الحسين : اتعرف من هم اصحاب هذه الاسماء؟ قال : لا ولكني اعلم ان النصارى يحترمونها ويقدسونها فقال الامام الحسين عليه السلام : أما الاسم الاول فهو اسم جدي محمد رسول الله صل الله عليه واله وسلم وأما الاسم الثاني فهو اسم أبي علي بن ابي طالب فقال النصراني : أنت الحسين بن بنت محمد؟ قال الحسين : نعم فقال النصراني : سيدي أنا اشهد أن لا اله الا الله وان جدك محمد رسول الله وأنك عبده ووليه فقال له الامام الحسين عليه السلام : إذن خذ سيفك وذب عن حرم رسول.
اخيراً اختم موضوعي بمقولة احدهم أبا عبدالله الحسين بن علي عليك سلام الله ياشامة في جبين آل بيت رسول الله جمعنا الله بك مع جدك المصطفى عليه وأله أفضل الصلاة والسلام وتقبلك في الشهداء .
ملاحظة : المقال بالاشتراك مع الأخ محمد الدرازي من دولة البحرين
التعليقات 2
2 pings
العيد . S
2015-10-18 في 3:56 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيكم ايها الجعفران
وفي ميزان حسناتكم ان شاء الله تعالى
موفقين يالله
بومهدي
2015-10-18 في 10:14 م[3] رابط التعليق
مقال رائع
بوركت