المجلس الأول من محرم 1437هـ
.
لم أجد ما ابدأ به مجالسي هذه أفضل من هذه الكلمات والجمل الرصينة وتصلح لمثل هذا اليوم وهو غرة شهر محرم والتي سطرها العلامة الأكبر السيد محسن الأمين رحمه الله في كتابه أعيان الشيعة وهي حقيقة كلمات معبرة وفي الصميم لمن يعيها ويتدبر معانيها .
قد قضى العقل والدين باحترام عظماء الرجال أحياءً وأمواتاً وتجديد الذكرى لوفاتهم وشهادتهم وإظهار الحزن عليهم لاسيما من بذل نفسه وجاهد حتى قتل لمقصد سام وغاية نبيلة وقد جرت على ذلك الأمم في كل عصر وزمان وجعلته من أفضل أعمالها وأسنى مفاخرها.
فحقيق بالمسلمين بل جميع الأمم أن يقيموا الذكرى في كل عام للحسين ابن علي بن أبي طالب (ع) فإنه من عظماء الرجال وأعاظمهم في نفسه ومن الطراز الأول جمع أكرم الصفات وأحسن الأخلاق وأعظم الأفعال وأجل الفضائل والمناقب علما وفضلا وزهادة وعبادة وشجاعة وسخاء وسماحة وفصاحة ومكارم أخلاق وإباء للضيم ومقاومة للظلم وقد جمع إلى كرم الحسب شرف العنصر والنسب فهو أشرف الناس أبا وأما وجدا وجدة وعما وعمة وخالا وخالة ..... وقد جاهد لنيل أسمى المقاصد وأنبل الغايات وقام بما لم يقم بمثله أحد قبله ولا بعده فبذل نفسه وماله وآله في سبيل إحياء الدين وإظهار فضائح المنافقين واختار المنية على الدنية وميتة العز على حياة الذل ومصارع الكرام على طاعة اللئام وأظهر من إباء الضيم وعزة النفس والشجاعة والبسالة والصبر والثبات ما بهر العقول وحير الألباب واقتدى به في ذلك كل من جاء بعده .
وحقيق بما كان كذلك أن تقام له الذكرى في كل عام وتبكي له العيون دماٌ بدل الدموع وأي رجل في الكون قام بما قام به الحسين (ع) ؟.
وكان الإمام الصادق (ع) يبكي لتذكر مصيبة الحسين (ع) ويستنشد الشعر في رثائه ويبكي وكان (ع) أذا دخل شهر محرم لا يرى ضاحكا وكانت الكآبة تغلب عليه حتى تمضي عشرة أيام منه فإذا كان اليوم العاشر كان ذلك يوم مصيبته وحزنه .
وقال الإمام الرضا(ع) إن يوم الحسين (ع) أقرح جفوننا وأسال دموعنا وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء .
وقد حثوا (ع) شيعتهم وأتباعهم على البكاء وإقامة الذكرى لهذه الفاجعة الأليمة في كل عام وهم نعم القدوة وخير من اتبع وأفضل من اقتفي أثره وأخذة منه سنة رسول الله (ص) فهم احد الثقلين الذين أمرنا بأتباعهم والتمسك بهم ومثل باب حطه من دخله كان أمناٌ ومفاتيح باب العلم الذي لا تؤتى إلى منه
إبراهيم حسين البراهيم
الأحساء ــ المنيزلة
التعليقات 1
1 pings
علي صالح
2015-10-15 في 10:02 م[3] رابط التعليق
احسنت استاذ ابراهيم
على اجر