محمد الزامل بائع اللوز الذي سجل مقطع فيديو تم تداوله مؤخراً على شبكات التواصل يشتكي فيه من خطاب إنذار وجهته له أمانة الأحساء يتعلق بمبسطه البسيط على طرف الطريق الزراعي الذي يبيع فيه ثمار اللوز الموسمية ، حيث لاقى هذا المقطع تفاعلاً واستعطاف كبير من الناس بل وتعدى الاستعطاف إلى تقديم العروض الوظيفية أو دكان دائم للبيع في أحد الاسواق المركزية بالأحساء.
.
هذه الحادثة توجه أنظارنا إلى وجه من أوجه المجتمع البشري المتفاعل , فالباعة المتجولين تجدهم في دول عديدة وهم غير راضين عن وظيفتهم فعلاً لكن ضيق العيش أجبرهم على ذلك ومعظم الدول تفرض قوانين للقضاء عليهم بحجة عدم السيطرة عليهم صحياً وأحياناً لسبب تشويههم لوجه المدينة ,هذه الأسباب غير مقنعة فعلاً إنما تدل على قصور في إمكانية إيجاد حلول إبداعية وليست تعسفية ، ففي غالبية الدول الغربية تجد المباسط أمام المعالم المشهورة جداً ولا تحارب ، فحق التكسب المادي في المواد غير الممنوعة لايوجد سند قانوني لمنعه ، ولو تعذر بتأثيرهم على أصحاب المحلات الرسمية والمرخصة فهذا أمر غير منطقي فمدة استخراج ترخيص قد تحتاج إلى دورتين لحياة المنتج الموسمي نفسه ، فعلى الجهات المسؤولة وأولها الأمانات إبتكار حلول كإنشاء مراكز تابعة لها متوزعة على المدن والقرى لبيع المنتجات الموسمية ، وعليها أيضاً تصميم مباسط بشكل موحد تمنح للكادحين بأجر زهيد مشجع لإستعمالها ، وأن تثقف الباعة إلى الاهتمام بالاشتراطات الصحية وكذلك مراعة النظافة العامة والسلامة المرورية والحفاظ على البيئة.
.
هذه المشكلة لا يستهان بها أبداً فهي وللأسف الشديد توضح حالة سوق العمل الفعلية وقصوره بل وغزو العمالة غير المرخصة وغير المتخصصة لأسواقنا ، ولعل لنا في حادثة البوعزيزي التونسي عبره حيث أنه كان بائع متجول أحرق نفسه احتجاجاً على منعه من التكسب فظهرت ثورات الربيع العربي من بعدها تعاطفاً مع قضيته التي تتكرر في دولنا العربية كافة إلا مارحم ربي.
التعليقات 3
3 pings
ناصر الأحمد
2015-10-14 في 5:57 م[3] رابط التعليق
لا يمكن تجاهل أعداد العوائل التي تعتمد على الأسواق الشعبية و بسطات الشوارع لكسب الرزق , يجب على وزارة الشؤون البلدية والقروية أن تتخلى عن تشددها وأن تفتح المجال للباعة المتجولين والبسطات مع وجود بعض القوانين التنظيمية البسيطة.
هذا الأمر سيكون كفيل لتحفيز الكثير من المواطنين لرفع خجلهم من المجتمع وخوفهم من الجهات الحكومية لكسب رزقهم بكرامة وتضييق الخناق على الباعة الأجانب.
أحمد الناصر
2015-10-14 في 7:09 م[3] رابط التعليق
والله ان المقطع يقطع القلب ، ولا اتوقع ان هناك بوادر لانفراج الازمة
2015-10-16 في 8:35 ص[3] رابط التعليق
أحسنت أخي // بالفعل ربما يكون لدى البعض هو مجرد مقطع يقطع القلب تفاعل معه واستدر عطفه الا أن فيه رسالة كبيرة وخطيرة الى المعنيين بوجود خلل في تنظيم السوق والعمل خصوصا للمنتجات الموسمية … سؤال / مثل هذا الحاج في المقطع رجل بائع فلاح أين سيبيع منتجات مزرعته الموسمية ؟؟؟؟ الا يجدر بالمعنيين أن تنشئ سوق مخصوصة لمثل هذه المنتجات ؟؟؟؟؟؟ ان لم تكن تريد منهم البيع في الشوارع
هذا ما ينطبق عليه المثل الشعبي ( لا يرحم ولا يخلي رحمة الله تنزل )