شتان بين الحقيقة والخرافة في إطار المجتمع والثقافة والدين من ناحية المعنى والمضمون والهدف الإنساني، فالخرافة مبنية على مجموعة من التخيلات والصور الذهنية غير المنطقية، فهناك من يجد بضاعته رابحة من خلال الدين، وهي السوق المضمونة بالمقارنة بالجانب الثقافي.
كثيرون تحدثوا عن الخرافة واعتبروها جزءاً من ثقافة الشعوب والفلكلور الشعبي، وهي ليست بالضرورة سيئة، بل بعضها يدعوك للضحك والابتسامة العريضة، وبعضها يدعوك للتأمل، كما تثير عندك حاسة الاستغراب حول كيفية تمرير مثل هذه الأمور المنافية للعقل والمنطق، وهي تنطلي على المثقف والجاهل في بعض المجتمعات.
تحمل الخرافة اتجاهات مختلفة ويكون تأثيرها النفسي والثقافي على المجتمع، ولكن لا يختلف اثنان على أن الخرافة عندما تأخذ الطابع الديني وتجد من يسوِّق لها باسم البركة والخير والتسديد من قِبل السماء فالموضوع يختلف تماماً. أولئك الذين يسعون جاهدين لإقامة الموائد والطعام وبيع الوهم على الناس من خلال كلمات وأدعية وطلاسم بعيدة كل البعد عن القيم الدينية والإنسانية، وما أكثر ذلك في مجتمعنا مع الأسف، وما أقل من ينتقد ويحرك قلمه ضد هذه الظواهر الخرافية.
النساء هن التجارة الرابحة لأولئك المنتفعين والاستغلاليين بعناوين تحمل في طابعها الخير وهي بعيدة عن المضمون الحقيقي للشريعة الإسلامية. فالخرافة تأتي بعنوان الحسد والعين والذبح والهدايا للجن والقراءة والحرق والاعتداء وما شابه.
يبقى الأثر النفسي عالقاً في أذهان من يؤمنون بها خاصة عندما تكون البيئة الاجتماعية سيئة وفقيرة جداً، فيحل الاعتقاد والتشبث بعقيدة المخلِّص من هذا البلاء القاتل، والتغيير بأي وسيلة كانت ولو بتحالف مع الشيطان.
ضمن المواضيع المطروحة في صفحتي على «فيسبوك»، طرحنا سؤالاً حول هذا الموضوع، وكان السؤال له ارتباط بما طرحنا عليكم آنفاً، وهو كالتالي، النساء أكثر تصديقاً للخرافة، نعم أم لا؟ وكانت النتيجة 60 % نعم و30 % لا.
من المشاركات الجميلة حول الموضوع والتي ساهمت في إثراء النقاش .
1-الأستاذة أم رضا الوباري /المرأة هي التربة الخصبة لغرس أي خرافة أو بدعة في المجتمع خصوصاً فيما يتعلق بالعاطفة كالدعاء والتوسل وهذا ناتج ضعف الإيمان وفقد الثقة بالنفس.
2- الأستاذة بشرى الهوني/ لأن النساء عاطفيات أكثر من الرجال ولأنهن بحكم طبيعة تكوينهن لهن قدرة أكبر وأوفر في التخيل أو فلنقل سعة الخيال عادة ما يكن الأكثر تصديقا للخرافة !
3-الشاعر ناجي الحرز / يعتقد أن النساء هن من يخترع الخرافة !!
4- الأستاذة أنفاس المطر/البيت الذي يربي بناته على تصديق الخرافة، يربي رجاله على سخافة المنطق وسطحية التفكير
5-الأستاذ صالح السالم/المشكلة كلما تقدمنا في العلم زاد تصديق الخرافة من الاثنين الرجل والمرأة.
6- الأستاذة إيمان الصقير/الرجال يصنعون الخرافة والنساء من يصدقنها.
7- الأستاذة خيرية الدخيل/ أعتقد أن الخرافة ليس مقتصرة على النساء فهي مناصفة وتباً للعقول التي تؤمن بمثل هذه الخرافات
يبقى الكلام نسبياً حول الأكثرية والأقلية، ولكن نتفق على معنى واحد وهو أن البيئة لها دور كبير في زرع مثل هذه السخافات من أجل المال في المقام الأول ومن أجل الابتزاز والغرض الجنسي ثانياً، ولو كانوا صادقين فيما يدّعون من تأثير الخرافة وصدقها لقاموا بتغيير حياتهم ومستواهم المعيشي القابع في أدنى المستويات
التعليقات 2
2 pings
ناصر الأحمد
2015-10-15 في 10:12 ص[3] رابط التعليق
للأسف .. ما زال هناك بعض الخطباء الذين يرجون للخرافات .. والمحزن أن هناك جمهور متابع لهم !
2015-10-16 في 8:42 ص[3] رابط التعليق
بورك قلمك ::: ولكم نحن بحاجة الى من يرشد ويحارب مثل هذه الأمور بأسمائها وعناوينها ويقول هذا وهم وخرافة .