لا شك أن اللعب عند الاطفال يعتبر أُسطورة تبدأ معهم منذ أن تنفتح أدمغتهم على العالم من حولهم وما يحمله من ألوان وصور أصوات وروائح ..... عن طريق الحواس التي من خلالها يكتشفون به عالم جديد بالنسبة إليهم .
فينطلقون بعالم الخيال الأكبر الممزوج بواقعية بسيطة يسرحون ويمرحون بين أحضان الحياة والإبداع فنراهم يحلقون فوق الغيوم وبين السماء والارض يسبحون .....
الى أن يأتي دور المدرسة حيث القوانين والأنظمة التي لم يتعودوا عليها فتقوم بتقييد خيالهم الجامح اللامحدود وتحوله إلى صناديق معلبة محكمة القفل والتفكير مملوءة بالأوامر والتشكيل والسبك ويتعامل معهم معاملة الراشدين مما يشكل اليهم صدمة ورهاب ....
تحسنت أوضاع المدارس قليلا في السنوات الاخيرة فيتم استقبال الطلاب الجدد بنوع من الفرح والهدايا واللعب في الأيام الأولى من الدراسة رغبة في تحبيبهم بالمدرسة وبالعالم الجديد الذي يديره عدد من الكبار .....
يتبقّى أن يعلم المعلم أن اللعب عند الأطفال أسطورة وشغف وغريزة له فوائده الصحية على الجسد والنفس والنمو فلا يمكن تجاهله ومنعه في يوم وليلة او حتى سنة او سنتين..... فالأفضل هو المزج بين التعليم واللعب مما يخفف عليهم رهبة المدرسة ووحشة البعد عن الأهل ....
هناك حكمة تقول أن الإبداع يتكون عند اللعب والمرح والسعادة عندما تكون موجات بيتا للدماغ متحفزة وتقابلها موجات ألفا المسترخية قليلا فهذه أفضل تركيبة لاستقبال المعلومات وغرسها في العقل ويتم ذلك بإسلوب ساحر يتقنه المعلم ويؤدي دوره بصورة مرحة بعيدة عن الخشونة والغضب عندما يقتنع ويتفهم طريقتهم المفضلة في التعليم باللعب.
فعندما تتراقص الحروف والأرقام والألوان في الصف بين يدي المعلم مع صوته الإيقاعي الذي يحرك به حواس الصغار ومكرسا بالتشجيع والجوائز هنا تتم الصفقات العقلية والعلمية بشكل متبادل ورائع بين المعلم والطالب فيصبح الكل رابح .
التعليقات 2
2 pings
غير معروف
2015-09-09 في 1:42 م[3] رابط التعليق
احسنت كلام جميل جدا
2015-09-19 في 7:24 ص[3] رابط التعليق
أحسنت أخي الكريم … ظهرت في الاونة الأخيرة وسائل كثيرة للتعليم استبدالا للتعبئة التي كانت سابقا واستبدلت بمحركات التفكير المخلوط بالمرح داخل الفصل لتقبل المادة وفهمها بالشكل الصريح وما تطبيق استراتيجيات التعلم النشط الا نوع من انواع المرح المدروس في التعليم والذي من خلاله لو طبقه المعلم تطبيقا سليما لما شعر الطالب بالضجر والملل … وبالفعل يحتاج الطفل بالتدرج في التعليم حسب عمره وطريقة تفكيرة … فالتعلم بالقصة وبالنمذجة وذلك باستخدام الصلصال او المجسمات المختلفة وغيرها كلها وسائل قد يبتهج من خلالها الطفل ويحقق بها ايضا الغاية الثانية وهي التعلم السليم .
خفظ الله الجميع .