بدأ هذا الأسبوع قيد الناخبين ضمن البرنامج المعد لانتخابات المجالس البلدية في دورتها الثالثة, ويستمر لمدة 17 يوماً, وكلنا أمل أن يتم اعطاء المرأة فرصه لانتخابها في كافة مناطق المملكة, وأن كانت فرص نجاحها متوقعة في الشرقية والغربية كما يرى بعض المراقبون.
وإذا ما أرادت المرأة الفوز فعليها أن تراهن على أصوات بنات جنسها, ولا تنتظر العون والمدد من الرجال, فمازالت ثقافة العيب والعادات والتقاليد تعشعش في ثقافتنا المحلية بأن المرأة عورة ومكانها في البيت لتلبية رغبات الرجل فقط, استناداً للفهم الخاطئ للنص القرآني (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)
أعتقد أن مجتمعنا يحتاج إلى إعادة النظرة نحو المرأة,فالمرأة لم تعد كالسابق بل أصبح دورها يلح عليها أن تكون مساهمة ومشاركة في بناء مجتمع واعي مدرك لمعنى الحياة.
مفهوم خاطئ يروج له من قبل العرف الاجتماعي على أن المرأة تابعة للرجل وهو خطأ كبير, المرأة شريكة الرجل في صنع القرار, وهذه الفرصة الثمينة التي منحتها الدولة من حق الانتخاب والترشح خير دليل على الثقة و تحمل المسؤولية.
يكفي في هذه الدورة أن تذهب للصندوق لتضع ورقتها لترى من هو مناسباً, وهذا في حد ذاته خطوة ايجابية كناخبة ومرشحة, يتبع ذلك خطوات في المستقبل القريب. لتعزيز دورها ومكانتها الاجتماعية.
لقد حان الوقت أن يكون للمرأة دوراً رياداً في بناء مجتمع مدني وهي موجوده بالفعل ,ولكن نـأمل مزيداً من الصلاحيات لتثبت عطائها وتنشر ثقافتها, وبالتالي لا يمكن إقصاء المرأة اجتماعياً ولا ثقافياً فهي نصفه الثاني وقد كفل لها الشرع حقوقاً وواجبات كالرجل, وبالتالي من الخطأ أن لا ندع مجال لها تصويتاً وترشيحاً المجلس, وهي قادرة على تجاوز عقبة العادات والتقاليد التي سلبت حقها وطمست دورها, والقضاء على تلك النظرة الدونية التي تقول أنها أداة للتفريخ وإشباع الشهوات.
والبعض شاهد كيف اعضاء المجلس السابق وضعوا لنا القمر في يد والشمس في يدا , ماهي إلا أضغاث احلام وصور وعبارات ووعود وأمنيات لا أكثر.
إذن المرأة السعودية قادرة على التغير مع ضرورة معرفة مدى الصلاحيات الممنوحة لها حتى يمكنها التحرك في حدود المعقول والمسموح.
ولن يتقدم المجتمع وبنيته الاقتصادية والسياسية والثقافية الا بدخول تلك البنى إنطلاقاً من المجلس البلدي, وهوالمحك والعنصر الهام في عملية التنمية المحلية.
لقد كانت ولازالت المرأة السعودية مصدر فخر واعتزاز من قبل الدولة من خلال فسح المجال لها في جميع الانشطة على كافة الصعد المحلية والدولية.
ومن هنا لدي مجموعة من المقترحات تصب في مصلحة انتخاب المرأة وهي ضرورة وضع صورة واضحه لمدى الصلاحيات الممنوحة للمرأة , مساهمة الاعلام المحلي بنشر ثقافة أن المرأة قادرة على التغير, إعطاء المرأة فرصه للدخول لتثبت جدارتها وعطائها. تهيئة الجو الاعلامي المناسب لبرنامجها الانتخابي.
التعليقات 1
1 pings
2015-08-30 في 5:51 ص[3] رابط التعليق
بورك عطاؤك أخي … اقترح أن يتم نشر وثقافة الانتخابات بالنسبة للمرأة في المدارس وفي كل الدور الاجتماعية النسائية بالذات فالوعي أولا بأهمية هذه الخطوة الرائدة هو السهم الأول الذي يجب أن يرمى في شباك الانتخابات
كذلك يجب أن لا تخذل المرأة بني جنسها في حال تم التصويت لها في هذه المرحلة وأن ترى المرأة واقعا ملموسا مشجعا كون أن المرأة انتخبت ودخلت هذا المجال مما يشجع على الدورات القادمة سواء الانتخاب أو الدعم فيه .