تعد الانتخابات البلدية القادمة الثالثة في المملكة ، إلا ان نكهتها هذه المرة تختلف مع دخول العنصر النسائي كناخب ومنتخب ، وهنالك الكثير من فئة الشباب من الجنسين ، يتطلعون بتفاؤل وبروح عالية لدخول المعترك الانتخابي سعياً منهم لتلبية طموح الشباب في التغيير وحتى لا يصاب من يريد الانتخاب بالفشل وبخيبة الأمل عليه ان يضع نصب عينه عدة امور أهمها :
** حضور الشباب الدائم من الذكور والاناث في وسائل التواصل الاجتماعي “فيس بوك ، تويتر” ليس جواز للفوز وليس شرطاً كون المرشح للانتخابات ناشط اعلامياً أو مشهوراً أن يحظى بالتأييد وأن يصفق له الجميع !!
** بعض مظاهر الانفتاح الذي تبديه بعض النساء للناس وتحاول اظهار نفسها بالمرأة “الراقية” سلاح ذو حدين فهناك من يراه نوع من التحضر وهنالك الكثير ممن يراه انحطاط اخلاقي .
** النجاح الشخصي للمرشح في الجانب التجاري ليس بالضرورة نجاح يؤهله للفوز في الانتخابات البلدية .
كما يختلف الكثير من الشباب والشابات في دوافع الترشح للانتخابات فمنهم من يريد الوجاهة الاجتماعية وآخر يبحث عن مصدر للرزق ، وثالث يأمل في التغيير والاصلاح في المجتمع وهنالك الكثير ممن يرى بان التجربة الانتخابية السابقة كانت مخيبة للآمال بسبب ضعفها عن تحقيق تطلعات الناس للاصلاح فيما يتعلق بالشؤون البلدية والمعيشية ، ومع ان الأعضاء السابقين بذلوا الكثير وحققوا انجازات لكنها تبقى دون الطموح والآمال التي رسمت !
كما ان البعض يرى بأن الشفافية ربما تحل الكثير من المشاكل وتذلل الكثير من العقبات فعندما يعمل المجلس بشكل شفاف سيعرف الناس المعوقات التي تواجهه وسيساهمون في تذييل تلك العقبات .
ويرى الكثير بأن هذه الدورة الانتخابية ستكون فرصة للشباب الطموح للوصول للمجلس البلدي لعدة اسباب اهمها ان نسبة الشباب هي الأكبر بين سكان المملكة ، هذا بالإضافة الى حضورهم في وسائل التواصل الاجتماعي والتي تعتبر لغة العصر التي يسيطر عليها فئة الشباب وهي التي تؤثر في الرأي العام ، اما ما يتعلق بحظوظ المرأة للوصول للمجلس فيرى الكثير بأن حظوظها ستكون كبيرة خاصة مع وجود المرأة منتخبة وتستطيع ان تدلي بصوتها .
فمن يريد ان يرشح نفسه عليه ان يقدم ورقة عمل تلامس الواقع والطموح ، نحتاج الى شباب كفوء ووطني يحمل هموم الناس رسالة وقضية ، فهنالك مطالب تنموية والجهل في معرفة القانون يقف عائقاً امامها ، وهنالك الكثير من الأمور التنموية والبيئية والعمرانية التي يطالب بها ابناء محافظة القطيف وينتظرون الموافقة عليها .
فالمجالس البلدية وسيلة للتغيير والاصلاح وليست غاية ، وهي تكليف وليست تشريفاً فمن لا يستطيع ان يخدم مجتمعه فعليه ان لا يشوه هذه التجربة بأنانيته وبطموحة الفردي دون ان يحلّق بتطلعات الناس التي انتخبته والتي علقت عليه الكثير من الآمال.
محمد الخويلدي - خليج سيهات