حينما أتفرج صباحاً مع قهوتي على بعض الصحف أو مقالات تنتقل بين برامج التواصل الإجتماعي ، أجد ما لا يروقني كثيراً وهي تفاوت ثقافة النقد في مجتمعنا.
قد يعلو النقد والإنتقاد عن أية لغةٍ أخرى ، ولا تزال ثقافة النقد في مجتمعنا مشوّشة ويحظى في إستيعابها القلة.
فالبعض يتصور أن النقد والإنتقاد:
- يعني الهجوم!
- يعني الغيبة والنميمة ؟!
- يعني أنت تنتقدني فأنت ضدي !
- يعني أنتقدك لأنني أكرهك لا أحبك !
- يعني وسيلة للظهور والشهرة "خالف تعرف"
- يعني التسلق فوق أكتاف الغير
- يعني وسيلةً للمادة أو لحاجة ..
إلى آخره...
هذه هي مفاهيم النقد السائدة للأسف والتي قادتهم إلى فهم أشياء أخرى بشكلٍ مقلوب ! ، ويظنون أن هناك فئات لا يمسها النقد وهناك طبقة مُلقى عليهم النقد أينما حلوا ومتى عَمِلوا ! ، وأن ما أنتقده به الرفيع يختلف تماما بما أنتقد به فرداً عادياً أو عاملاً إجتماعياً ، وهناك من يتهرب من النقد ويسخط على منتقديه وبشكل بشع..، آخر مفرزات هذه المفاهيم الخاطئة هو سقوط ضحايا للنقد !! .. نعم هناك ضحايا الذين تسببوا بنقدهم في ضعف عمل الآخرين.
- كيف أن نقوّم نقدنا؟!
هو بالرجوع إلى دراسة النقد ، فالنقد له مفاهيم وأسس ونظريات لا تؤخذ من شبكة الإنترنت ، ولا نتعلمها من حوارات غير مجدية كالمنتديات ولجلجة المجالس ، ينبغي أن نتعلمها بشكل علمي ومنطقي ، حتى نحظى بنقدٍ هادفٍ وبنّاء ، يقود إلى مصلحة ، ويدرئ كل مَفْسَدَة.
ولنجعل ثقافة النقد جميلة في مجتمعنا علينا أن نضيف لها عدة مفاهيم أخرى تساهم في إظهار نقد بناء وراقي وذلك عن طريق إمتزاجه مع الحب ، الرقي ، التعاون ، الحرية ، احترام الآخر ، الرقي الفكري و التطور.
فعليه نعود أنفسنا أيضا عند إنتقاد الغير أو نقدهم لنا بأن نضبط النفس ونكبح جماح الغضب ، والإتزان وإتساع الرؤية ، واحتواء الآخر والتواضع ونبذ الكبر ، الاعتراف بالخطأ ، والثقة بالآخر وبالنفس.
-نصيحة إلى كل مُنْتَقِد.
في ثقافة النقد لابد أن تحترم عمل الآخرين وأقوالهم ، فقد يكون إنتقادك لذعة أفعى تسقط وتهبِّط بالعمل الإجتماعي ، حيث لا يخلو أي نشاط من الخطأ لذا قبل أن تنتقد عليك فعلياً أن تنظر إلى مدى الإيجابيات التي تحصّل عليها هذا العمل ، ويكون هنا إنتقادك للخطأ لأجل إتمام العمل ، لا لأجل الإنتقاد فقط ، ومن هنا تأتي أهمية إختيار الكلمات المناسبة حينها ، والتي تسهم في البحث عن المشكلة وحلها بشكل سلس.
- كيفية إيصال إنتقادك .
دائماً في حال النقد توجه لأصحاب الشأن إذا كان الشيء المنتقَد عليه مهماً لديك ، أي أن المُنْتَقَدين هم الأدرى بما يؤول إليه العمل أو النشاط ، فالجهة المعنية هي الطريقة الصحيحة لإيصال إنتقادك لكي تكون رسالة واعية مدونة تتسم بنقد مبني على نية سليمة لتطور العمل ، فلا تجهد نفسك بالنقد أمام جموعٍ من البشر فيما الأمر لا يعنيهم بتاتاً ، في حين أصحاب الشأن آذانهم تنتظر توضيح السلبيات وحلها من أي فرد أو مطلع على العمل للوصول الى التكامل العملي بعد كمال الله عز وجل.
أخيراً لابد أن نؤمن بأهمية النقد ، فرقي الشعوب والمجتمعات والأفراد لا يأتي إلا بنقدٍ خالص من كل الشوائب.
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
جاسم الاحمد
2015-07-31 في 3:53 ص[3] رابط التعليق
كلام جميل
همام
2015-07-31 في 8:10 ص[3] رابط التعليق
كلامك صحيح وهذا ديرتنا
غير معروف
2015-07-31 في 8:11 ص[3] رابط التعليق
نقد ماعندنا صح بس سب وشتم وغلط ع الاخرين
احمد
2015-07-31 في 8:18 ص[3] رابط التعليق
بعد مو زين المدح دايما