يقال «اليد المضمومة لا تستطيع أن تصافح أحداً» لعل من أسوء الصفات والخصال في الرجل صفة البخل، وهي حرمان النفس من نعمة المال والثروة والبناء الاجتماعي، وبطبيعة الحال هو مرض نفسي صعب التخلص منه، والإنسان البخيل شخص مبغوض اجتماعيا وثقافياً، ويعطي حالة من النفور من الجميع دون استثناء. والبخيل ليس بخيل في المال بل في عواطفه ومشاعره مع الأخر، ويساهم في القضاء على باقي الصفات الحسنة في شخصيته وسلوكه إن وجدت.
ومن هنا جاءت الآيات والأحاديث النبوية كثيرة في ذم هذه الصفة المقيتة منها قوله تعالى «وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» والحديث الشريف عن الرسول الأكرم محمد «أتعلمون من البخيل من أمتي قالوا من يا رسول الله، قال من سمع اسمي ولم يصلي علي» وهذا الحديث مصداق لما ذكرناه سابقاً من أن البخيل بخيل في كل شيء، ولا يجتمع التدين الحقيقي والبخل في شخصية الرجل المؤمن. كما يؤكد المعنى نفسه الإمام علي في قوله «البخل عار، والجبن منقصة، والفقر يخرس الفطن عن حجته، والمقل غريب في بلدته، والعجز آفة، والصبر شجاعة، والزهد ثروة، والورع جنّة».
إذن البخل يجر معه الكثير من الصفات السيئة منها الكذب والجبن الحقد والكراهية، ومن هنا يأتي الذم إلى أولئك الذين يملكون ثروة طائلة في ظل مجتمع تكثر فيه المحتاجين والفقراء والمساكين، يا ترى من لهم إذا غلبت صفة البخل على أكثرية المجتمع، وأصبحت ثقافة متفشية.
ويرى علماء النفس والدين أن البخيل رجل يعيش وضع مأساوياً فاقد لنعمة المال والحياة والمتعة الدينية والروحية، ولا يكمن علاج هذه الصفة إلا من خلال زرع قيم الحب ومساعدة الأخر، ويبدأ ذلك من الزكاة والصدقة والمشاركة في الأعمال الخيرية بوجه عام،
ومن منطلق مناقشة هذا الموضوع طرحنا سؤال عبر صفحتي على الفيسبوك مفادها عن أكثر صفة مذمومة في عند الرجل، وطرحنا أربع خيارات وهي البخل والكذب والجبن والغباء وكلها صفات دونية، وكانت النتيجة شبه اتفاق على صفة البخل بنسبة كبيرة تجاوزت 70%
ومن الردود التي تستحق الوقوف عندها والتي ساهمت في إثراء الموضوع من كافة جوانبه.
1 - أم علي طريف/ حيث ترى أن البخل تهدم الحياة الزوجية ويهدد كيانها.
2 - عيسى البصري/ واستشهاده بقول الإمام علي زين العابدين «إني لا أستحي من ربي إن أرى الأخ من إخواني فاسأل اللّه له الجنة وأبخل عليه بالدينار والدرهم، فإذا كان يوم القيامة قيل لي: لو كانت الجنة لك لكنت بها أبخل، وأبخل، وأبخل»
3 - أبو علي المحمد/ واستشهاده بجملة كبيرة من الأحاديث والروايات وحكم أهل البيت، والتي ذمت البخل بجميع صوره.
نحن نعيش وللأسف في زمن غلبة عليه المصلحة وحب المال والجشع والبخل بأقبح صوره، جمعنا المال وكدسنا وقدسناه لليوم الأسود كما ندعي، نحن واقعا نعيش في زمن البخلاء.
التعليقات 2
2 pings
لحظة لقى
2015-07-28 في 2:42 ص[3] رابط التعليق
احسنت
2015-08-02 في 6:36 م[3] رابط التعليق
أحسنت وبورك قلمك في هذا الاستطلاع
بالفعل نخن نحتاج إلى تغير بعض المفاهيم والثقافات لنعيس بسلام وسعادة وراحة فكم مرة سنعيش في هذه الدنيا.