في مجتمعاتنا التي تربينا وعشنا فيها سنوات طفولتنا ومراهقتنا وشبابنا , توارثنا العديد من العادات والتقاليد الاجتماعية من آبائنا وأجدادنا والتي إنعكس تأثيرها على الأخلاق والسلوكيات الفردية والإجتماعية, وبمرور السنوات دأب بعض المتطوعين المثقفين ومن يحملون هم ّ تطوير مجتمعاتهم على كافة الأصعدة إلى ترجمة هذه العادات والتقاليد إلى ( فعاليات إجتماعية ) متنوعة باتت اليوم جزء لا يتجزأ من واقعنا الإجتماعي والفردي
المساجد ..
الحسينيات ..
الإحتفالات الدينية ..
الافراح والأحزان الفردية والجماعية ..
النوادي والفرق الرياضية ..
الشبكات والمنتديات التثقيفية ..
المؤسسات التطويرية والتدريبية ..
الفرق الإنشادية ..
الحوزات الدينية ..
اللجان النسائية ..
اللجان الفنية ..
الزواجات الجماعية ..
وغيرها ..
كل هذه البنود أخذت طابع الفعاليات الإجتماعية داخل مجتمعاتنا وجذبت العديد من المتطوعين والعاشقين لمبدأ الخدمة الإجتماعية إلى الإنخراط فيها من أجل المساهمة في دفع عجلة التطور الإجتماعي إلى الأمام حتى بالرغم من تنوع وإختلاف هدفية الفعاليات الإجتماعية ونوعية التخطيط لها وطريقة تنفيذها والنظرة الشاملة من قبل القائمين والمتطوعين على هذه الفعاليات ..
وبرأيي .. تعتبر هذه الفعاليات الاجتماعية التطوعية ثورة إنسانية تسهم في زرع الكثير من القيم الإنسانية إذا ما تم تحفيز كافة المجتمع تجاهه , والتطوع في الفعاليات الإجتماعية والإنضمام لها يمكن أن يمارسه أي فرد مهما كان عمره و حجم قدراته أو طاقته.
ويرى الكثير من علماء الإجتماع أن للفعاليات الإجتماعية التطوعية تأثير على سلوك الإنسان ..
وقد شدني هذا البعد الإنساني لعمل استطلاع بسيط أهدف من خلاله إلى معرفة مدى تأثير الفعاليات الإجتماعية التطوعية على سلوك الشباب ( ذكور وإناث ) بما أنهم يعتبرون عتاد المجتمع و الجيل القادم المؤهل لأخذ زمام المبادرة في قيادة المجتمع ..
حالياً .. لا أبحث من خلال هذا الموضوع عن طرق وأساليب جذب المتطوعين للفعاليات الإجتماعية فهذا شأن آخر قد أطرحه في موضوع قادم ..
ولكني أبحث من خلال هذا الموضوع عبر مشاركتكم معي بالآراء والإنتقادات على مدى تأثير الفعاليات الإجتماعية على سلوك وأخلاق الشباب ..
والموضوع مفتوح للجميع سواء للذين يشاركون أو شاركوا في الفعاليات الإجتماعية أو من يستشعر بها أو حتى من لم يسبق له الإنخراط في أي فعالية إجتماعية من قبل سواء كان ذكراً أو أنثى
وهنا أطرح عدة تساؤلات
هل أثرت تلك الفعاليات الإجتماعية والدينية والثقافية في سلوك وحياة الشباب ( ذكوراً وإناثاً) ؟
وهل التأثير سلبي أم إيجابي ؟
وهل التأثير انحصر على السلوك فقط أم شمل ( الأخلاق ) أيضاً ؟
وما الفرق ( أخلاقياً وسلوكياً ) بين المنخرطين في الفعاليات الإجتماعية وبين غيرهم ؟
وهل ساهمت هذه الفعاليات الإجتماعية في تربية عادات وسلوكيات جيدة لم تحدث من قبل ؟
هل كان للفعاليات الإجتماعية دور في التقريب بين الشباب وحثهم على الجدية والتكامل في بناء الذات والمجتمع أم أنها سببت الفرقة والشتات ؟
وبرأيك .. هل عدم المشاركة في الفعاليات الإجتماعية هو سبب رئيسي في تردي سلوكيات بعض المراهقين والشباب ؟
وهل يخشى هؤلاء من كبت حرية وإندفاع الشباب عند مشاركتهم في الفعاليات الإجتماعية ؟
كثيرة هي التساؤلات التي أود أن أطرحها وقد توجد لديكم الكثير من التساؤلات والإضافات والأجوبة المتنوعة أتمنى أن تنبثق هنا في هذا الموضوع من خلال معايشتكم للمجتمع
ننتظر منكم أجمل النقاشات وأرقى المداخلات
[yop_poll id="1"]
التعليقات 3
3 pings
2015-07-26 في 1:03 م[3] رابط التعليق
أحسنت على هذا الطرح الهادف … العمل الاجتماعي والتطوعي وعاء خصب ينبض بالحياة وبالكثير من الأفكار والاطروحات التي تحدث فيها الكثير من الناشطين السابقين والتي ما زال يتحدث فيها وباعتقادي تسدوم هذه الاطروحات على الساحة الاجتماعية متداولة للنقاش كلما سنحت الفرص لذلك .
العمل التطوعي الاجتماعي باختصار شديد له ايجابيات كثيرة ولا يخلو أي نشاط من سلبيات الا أنني سأتحدث فقط عن الايجابيات فله من شد أواصر الألفة والاندماج بشرائح المجتمع الشيء الكبير مما يجعل الجميع ككتاب مفتوح يقرأ بعضه بعضاً أعني أنه يقرب أبناء المجتمع كثيرا وليس كما هو حاصل هذه الايام حيث لا نعلم عن بعضنا البعض الا القليل وكأننا نعيش في ديار غربة نلتقي بالصدفة
كذلك العمل الاجتماعي التطوعي يبني السلوك والخلق الطيب في نفوس الأفراد ذكوراً وأناثاً على السواء ونعم له تأثير طيب على الأخلاقيات العامة والخاصة وهذا يتضح جلياً في أفراد اليوم الذين ابتعدوا عن هذا النشاط الحراكي الجميل حيث نجد بدأت سلوكياتهم وأخلاقياتهم تجنح بعيدا عن اهدافها الاسلامية الصحيحة ….
العزلة عن المجتمع تورث العزلة عن الذات وعن حقيقة الحياة .
والحديث يطول وربما أعود لأناقش معكم من جديد هذا الحوار الجميل .
عيسى محمد
2015-07-26 في 11:48 م[3] رابط التعليق
برأيي أن الأنشطة الاجتماعية والتطوعية لها دور كبير في حفظ الشباب من الضياع .. فهي تساهم في زيادة الوعي لهم .. وببساطة لو عملت دراسة مقارنة على شباب وصغار المنيزلة لمن لهم مشاركة فعالة في الأنشطة الاجتماعية والتطوعية ومن جهة اخرى من لا يشارك سنجد الفرق الشاسع في مستوى الأخلاقيات والتوجهات .. مع أهمية وجود عوامل أخرى مثل دور الأسرة ..
وهذا ما يفتقده المجتمع المنيزلاوي من كثافة الأنشطة التي تساهم في حفظ وزيادة وعي الشباب، وحيث أن غيابها كان له الأثر في زيادة الانحرافات، ضعف التعليم، غياب المسؤولية، وووو ..
لذا يؤمل أن يكون توجه المجتمع بالاهتمام بمثل هذه الأمور التي تساهم في رقي المجتمع اخلاقياً وثقافياً واقتصادياً .. ولعل المساهمة في تفعيل هذه الأمور عن طريق مركز النشاط الاجتماعي بعد اكتمال بناءه سيقلل من هذه المشكلات ..
2015-07-27 في 12:08 م[3] رابط التعليق
أحسنت // الدور يبدأ بالمشائخ أولا في غرس قيم العمل الاجتماعي التطوعي في ندوات أو محاضرات مكثفة يستقي منها الشبيبة ) ذكوراً وإناثاً ) كل معاني التحفيز والهمة
ومن ثم يأتي دور الأسر في دفع الأبناء لهكذا أعمال وأدوار اجتماعية ثم يأتي دور رجال البلد القائدين لمشاريع معينة في اعلان رغبتهم لسواعد مساعدة في العمل التطوعي سواء في الحسينيات أو في المساجد أو في الأندية وغيرها
وإقامة الدورات البسيطة في كيفية العمل التطوعي أو العمل الاجتماعي في كافة المجالات وهذا الأمر بسيط وصناعه كثيرون …
المسألة ستكون غاية في السهولة فقط عند انطلاق بدء شرارة الهمة والعزم